بحث

34.png

الكاردينال بارولين: الرباط بين الاحتفال بيوم الجامعة الكاثوليكية وأرميدا باريلي التي تم تطويبها أمس

في رسالة لمناسبة يوم جامعة القلب المقدس الكاثوليكية ذكَّر الكاردينال بييترو بارولين بتأكيد البابا فرنسيس قربه من هذه المؤسسة الأكاديمية، كما وتوقف عند ارتباط الاحتفال بأرميدا باريلي التي ساهمت في تأسيس الجامعة والتي أُعلن تطويبها أمس ٣٠ نيسان أبريل.

يُحتفل اليوم الأول من أيار مايو باليوم الـ ٩٨ لجامعة القلب المقدس الكاثوليكية. ولهذه المناسبة بعث الكاردينال بييترو بارولين أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان رسالة إلى المطران ماريو ديلبيني رئيس معهد "جوزيبي تونيولو" للدراسات العليا، أشار في بدايتها إلى احتفال جامعة القلب المقدس الكاثوليكية بالعام المئة على تأسيسها بامتنان كبير لمؤسسيها وبوعي أكبر بتاريخ الجامعة ورسالتها. ثم ذكَّر الكاردينال بارولين بما وصفها بأحداث عديدة وهامة ميزت الاحتفال بهذه الذكرى، وخص بالذكر مداخلات البابا فرنسيس الذي أكد وعزز قرب الكرسي الرسولي التقليدي من جامعة الكاثوليك الإيطاليين. ففي رسالة فيديو في ١٩ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢١ ولمناسبة بداية العام الأكاديمي شجع الأب الأقدس الجامعة على مواصلة رسالتها بإنماء نار وحرارة البدايات التي تناقلتها الأجيال بعزم، وأيضا إنماء الرجاء عبر مساعدة الأجيال الجديدة في المقام الأول على أن تواجه بوعي وكفاءة تحديات حقبة في تحول سريع، وعلى الحفاظ على روح الخدمة كي تواصل الجامعة كونها خميرة ثقافية هامة وبيئة تربوية جيدة في خدمة المجتمع والكنيسة.

وواصل أمين السر مذكرا أيضا بكلمات البابا فرنسيس خلال القداس الإلهي في ٥ تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢١ احتفالا بالعام الستين لتأسيس كلية الطب والجراحة في الجامعة، حيث لخص الأب الأقدس تعليمه في تلك المناسبة في كلمات ثلاث، التذكر والشغف والتعزية داعيا الجماعة الأكاديمية إلى أن تتذكر بامتنان المسيرة التي تم القيام بها والعطايا المتلقاة وذلك لمواصلة جعلها تثمر. ولعمل هذا هناك حاجة إلى الشغف وذلك  بالاستلهام من قلب المسيح لمحاكاة أسلوب الله الذي يَبرز في القرب والشفقة والحنان وخاصة إزاء الضعفاء. ثم دعا البابا فرنسيس إلى التحلي بالقدرة على التعزية بفضل القوة التي تأتي من الله وتدعمها نعمته.

توقف الكاردينال بارولين بعد ذلك عند الموضوع الذي اختير محور الاحتفال باليوم الـ ٩٨ لجامعة القلب المقدس الكاثوليكية "بقلب امرأة في خدمة الثقافة والمجتمع". وأشار إلى ارتباط هذا الاختيار بحياة وعمل أرميدا باريلي المشاركة في تأسيس الجامعة والتي تم الاحتفال بتطويبها السبت ٣٠ نيسان أبريل. وقال الكاردينال بارولين إن هذا الاختيار تكريم لهذه المرأة التي وبفضل روحانيتها الفرنسيسكانية الكبيرة وإيمانها الراسخ بالقلب المقدس وقدرتها على تحفيز وتنظيم دعم هذه الؤسسة الأكاديمية الناشئة ساهمت في تحقيق "معجزة" الجامعة الكاثوليكة حسب ما كان يسميها البابا بيوس الحادي عشر في إشارة بشكل خاص إلى النشاط الكبير لأرميدا باريلي. وواصل أمين السر متحدثا عن الشهادة الذي قدمتها الطوباوية سواء للقداسة الشخصية أو للالتزام الكنسي والاجتماعي وذلك في الفترة ما بين الحربين العالمييتين والتي كانت إحدى الفترات الحاسمة في التاريخ الحديث. وأضاف أننا وأمام التوتر الكبير والنزاعات الجديدة نريد أن نتذكر أرميدا باريلي أيضا كصانعة سلام، فقد كانت قادرة دائما على زرع بذور المصالحة والرجاء.

وفي ختام رسالته ذكَّر الكاردينال بييترو بارولين بالمقدمة التي كتبها البابا فرنسيس لكتاب حول أرميدا باريلي مشيرا إلى جمعها بين الثقة في الله والقدرات التنظيمية والأمانة للكنيسة ورعاتها والوعي بإسهام النساء العلمانيات بالنسبة للكنيسة والقناعة بالوظيفة الهامة للجمعيات. ثم أشار الكاردينال بارولين إلى الالتزام التربوي للطوباوية والذي انعكس في تأسيس وإدارة قسم الشابات في حركة العمل الكاثوليكي وفي تعاونها مع الأب أغوستينو جيميلي أحد مؤسسي الجامعة في توفير فسحة حرية تكوينية لا فقط للإيطاليين الكاثوليك، حيث يتم الجمع بين أعلى الكفاءات العلمية والقيم الأخلاقية والمسؤولية من أجل بناء الخير العام. وختم أمين السر رسالته إلى رئيس معهد "جوزيبي تونيولو" للدراسات العليا مذكرا بقرار البابا فرنسيس تقديم إسهام لهذا المعهد لمساعدة الطلاب قليلي الإمكانيات المادية.   

01 مايو 2022, 11:27