بحث

1651223610733.JPG

الكاردينال بارولين: يجب عمل المزيد من أجل السلام

خلال مشاركته في تقديم كتاب يجمع نداءات البابا فرنسيس ضد الحرب ومن أجل السلام والحوار، شدد الكاردينال بييترو بارولين على ضرورة عمل المزيد من أجل السلام ومستقبل التعايش في أوروبا وتغيير مفوم بناء العالم على أساس تحالفات عسكرية.

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين صباح الجمعة ٢٩ نيسان أبريل في تقديم كتاب "ضد الحرب. الشجاعة لبناء السلام" الذي يجمع كلمات ونداءات البابا فرنسيس ضد الحرب ومن أجل نزع السلاح والحوار. وعاد الكاردينال بارولين في مداخلته إلى الحرب الباردة مذكرا بخطوة هامة لكبح هذه الحرب، ألا وهي مؤتمر هلسنكي والذي صدرت عنه اتفاقية هلسنكي سنة ١٩٧٥. وقال أمين السر إننا في حاجة اليوم إلى مؤتمر هلسنكي جديد، وأشار إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا واصفا إياها بتدنيس.

وفي حديثه عن الكتاب ذكر الكارينال بييترو بارولين أنه يُبرز رفض البابا فرنسيس القاطع للحرب والذي أعرب عنه قداسته منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وأشار أمين السر إلى حديث الأب الأقدس عن مخططات الحرب والتي يجب مواجهتها بمخططات سلام. ثم عاد إلى مؤتمر هلسنكي الذي كان يتطلع إلى الأمن والتعاون في أوروبا مشيرا إلى ضرورة استعادة تلك الروح، وذكَّر في هذا السياق بالدور الذي قام به الكرسي الرسولي والذي ترأس وفده أغوستينو كاسارولي الذي أصبح فيما بعد كاردينالا، وقد ذكر حينها أن السلام هو من مصلحة الشعوب والأمن الدولي هو من مصلحة الجميع. وتابع الكاردينال بارولين داعيا إلى تعزيز المشاركة في الهيئات الدولية واستعادة قدرة أكبر على تقديم مبادرات أوروبية، مشيرا إلى أن أوروبا هي المتضررة من الحرب الرهيبة الدائرة في أوكرانيا. ثم أضاف أنه لا يريد الحديث عن قرارات الدول المنفردة فيما يتعلق بإرسال السلاح إلى أوكرانيا والتي يحق لها الدفاع عن الذات أمام الغزو الذي تعرضت له، ولكن الاقتصار على السلاح هو رد ضعيف، بينما الرد القوي هو ذلك الذي يطلق مبادرات من أجل إيقاف القتال والتوصل إلى حل تفاوضي والتفكير في مستقبل التعايش في أوروبا.

هذا ووجه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في مداخلته نداءً إلى الجماعة الدولية حيث أكد أن عليها واجب ألا تدع الحرب تستمر، بل أن تُفعِّل كل المبادرات السياسية الدبلوماسية الممكنة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإلى سلام عادل، وفي المقام الأول سلام دائم لا يمكن أن يقوم فقط على تحديد مَن المعتدي ومَن المعتدى عليه. وتابع مشددا أن علينا عمل المزيد من أجل السلام، كما وأكد الحاجة إلى وضع توازن جديد للسلام والأمن، ولهذا يتحدث عن الحاجة إلى مؤتمر هلسنكي جديد وهو ما كان قد اقترحه قبل أيام الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا في كلمته أمام البرلمان الأوروبي. اقتراح يتماشى مع نداء البابا فرنسيس من أجل تجاوز الروح "القاينية" التي تحُول دون العمل معا كأخوة.

وفي تطرقه إلى نداءات البابا فرنسيس الكثيرة حذر الكاردينال بارولين من خطر اعتبارها أمرا بديهيا، فهذه نظرة غير صحيحة لتعليم البابا وكأن هناك فجوة بين كلماته والواقع، وأضاف أن رفض العنف هو رسالة نجدها في الإنجيل. وواصل الكاردينال بارولين أن هذا لا يعني عدم دفاع مَن يتعرض لهجوم ظالم عن نفسه وعن أحبائه، بيته ووطنه، إلا أنه وحسب ما يُذكر في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يجب التبصر بدقة في الشروط الصارمة للدفاع المشروع بالقوة العسكرية، ومن بينها ألا يؤدي استعمال السلاح إلى شرور واضطرابات أخطر من الشر الذي يجب دفعه.

وفي ختام مداخلته أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى أنه قد تم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ثم بعد سقوط جدار برلين مواصلة بناء عالم يقوم على التحالفات العسكرية والاستعمار الاقتصادي، بينما من الضروري بناء نظام جديد للعلاقات الدولية لا يقوم على الردع والقوة العسكرية. وأعرب في هذا السياق عن قناعته بأن الحرب الدائرة في أوكرانيا هي النتيجة البديهية للعقود الأخيرة، وذكَّر بحديث الكرسي الرسولي عن تراجع تعددية الأطراف حيث لم تعد الدول ولم يعد المسؤولون يؤمنون بالتوصل إلى حلول مشتركة للمشاكل. وأضاف أنه كان من المنطقي الوصول إلى هذه النتيجة وشدد على ضرورة وضع نهاية لهذا التوجه.  

30 أبريل 2022, 11:34