المطران باليا: البابا فرنسيس يدلنا إلى يوتوبيا ملكوت الله الذي يريد خلاص الجميع
أكد سيادته خلال الندوة – التي عُقدت في مقر دائرة الاتصالات الفاتيكانية – أن هشاشة الإنسان تدعونا إلى إعادة النظر في الأجندات السياسية وفي العلاقات وتصرفات الأشخاص والجماعات والدول. وتوقف في كلمته عند أهمية المسنين في المجتمعات، لافتا إلى أنهم أشخاص يعانون من الهشاشة لكن لا ينبغي إقصاؤهم. وسلط الضوء في هذا السياق على كلمات البابا فرنسيس الذي دعا في مناسبات عدة إلى الحفاظ على الرباط بين الأجيال. وأكد باليا أن ثمة فكراً يعتبر أن ملء الإنسانية هو سن الشباب. وتساءل لماذا لم يُعقد سينودس خاص حول المسنين، محذرا من مغبة النظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم ضعفاء، وسطر الحاجة الملحة إلى ثورة ثقافية على هذا الصعيد. لم تخل كلمات المسؤول الفاتيكاني من الحديث عن الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، وعاد بالذاكرة إلى يوم ميلاده أي في الحادي والعشرين من أبريل نيسان عام ١٩٤٥، وقال إنه في تلك الفترة انتهت الحرب العالمية الثانية، موضحا أنه لم يختبر الحرب بيد أن هناك اليوم أطفالا يشاهدون الحرب في ديارهم. واعتبر سيادته في هذا السياق أن هناك حاجة إلى مزيد من الطاقة السياسية التي يراها غائبة اليوم، لأن الجهود الأكبر تُبذل على صعيد التسلح، عوضا عن الحوار. وتحدث عن وجود فقر في النظرة السياسية والذي يقود إلى خيارات لا تتجاوب مع التطلعات. وقال إنه يتفاجأ من التصريحات التي تعتبر أن منظمة الأمم المتحدة لا تجدي نفعاً، لافتا إلى أن ولادة المنظمة كانت انجازا تحقق أمام كوارث الحرب العالمية الثانية. وذكّر بوجود صراعات أخرى باتت اليوم منسية، شأن الحرب في سورية وأفغانستان وتساءل من يتذكر الرسالتين العامتين "كن مسبحا" وFratelli Tutti. على هامش أعمال الندوة كان للمطران باليا حديث مع موقعنا الإلكتروني وصف خلاله الحرب في أوكرانيا بالمأساة الرهيبة، والأسوأ من ذلك – تابع يقول – هو عجز الجميع عن إيجاد طريقة لوقفها. وذكر بنداءات البابا المتكررة والداعية إلى إنهاء الحرب فوراً. وأضاف سيادته أن هذا واجب يقع على عاتق السياسة، معربا عن ثقته بأن الأفكار تبقى أقوى من السلاح. من هذا المنطلق لا بد أن نشهد يقظة من المسؤولية والإبداع، كي يأخذ النشاط السياسي مكانته في هذا الصراع. ردا على سؤال حول السجال الدائر في أوروبا بشأن تسليح أوكرانيا أو عدم تسليحها، شاء رئيس الأكاديمية البابوية للحياة أن يسلط الضوء على موقف الكنيسة التي تدافع عن قيمة حياة كل كائن بشري، دون أن تستثني أحدا. وأضاف أن الكنيسة تعارض كل الحروب لذا عليها أن تقف في وجه من يؤمنون بضرورة سلوك درب التسلح. وذكر بأن الكنيسة تريد خلاص الجميع، وبأن البابا فرنسيس ليس مرشداً للحكومات إنما يدل إلى يوتوبيا ملكوت الله الذي يريد خلاص الجميع. هذا ثم توقف سيادته عند مسألة التضامن الدولي مع الشعب الأوكراني وقال إن هذا التضامن يعكس التأثر حيال ما يجري، وتساءل كيف يُعقل ألا يتأثر الإنسان أمام العديد من المسنين والأطفال الذين يعيشون هذه اللحظات المأساوية؟ في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شدد رئيس الأكاديمية البابوية للحياة المطران فنشنسو باليا على أن الطيبة هي أقوى من الشر، معتبرا أننا مدعوون جميعا إلى التحدث بلغة الطيبة هذه. |