الكاردينال كرايفسكي يحتفل برتبة درب الصليب وسط الشعب المتألم في أوكرانيا
لدى وصوله إلى كييف تمكن الكاردينال كرايفسكي من أن يرى بعينيه ويلمس بيديه المآسي الكبيرة التي ولدتها الحرب في أوكرانيا. وقد شاء أن يحتفل بالثلاثية الفصحية في هذا البلد المعذب وسط الدمار والألم والموت. قال نيافته إنه سيحتفل برتبة درب الصليب مساء اليوم الجمعة، بالتزامن مع الاحتفال الذي سيرأسه البابا فرنسيس في الملعب الروماني القديم، الكولوسيوم، بوسط روما. إنها المرة الثالثة التي يزور فيها نيافته أوكرانيا منذ بداية الحرب في الرابع والعشرين من شباط فبراير الماضي. وحمل معه هذه المرة سيارة إسعاف ثانية شاء الحبر الأعظم أن يقدمها إلى الأوكرانيين. أما الهدف الثاني من هذه الزيارة فيكمن في الاحتفال بالثلاثية الفصحية، مع الأشخاص الذين يختبرون الألم والمعاناة منذ قرابة خمسين يوما، على أمل أن يكون كلُّ يوم خطوة إلى الأمام باتجاه القيامة. في سياق حديثه عن زيارته إلى مستشفى أمراض القلب، قال نيافته إنه التقى بالعديد من الأطباء والموظفين والإداريين الذين شكروا البابا فرنسيس على هذه الهبة التي نالوها يوم خميس الأسرار والعشاء الأخير، والتي يريد البابا من خلالها أن يعرب عن قربه من الشعب الأوكراني. ولفت إلى أن مدير المستشفى أكد له أنه يتعين على الأطباء أن يكونوا كالسامري الصالح، وأن يعالجوا الجرحى الأوكرانيين والروس على حد سواء. لأنه بهذه الطريقة يكون الطبيب سامرياً وإنساناً صالحاً، على الرغم من صعوبة هذا الأمر والمرارة الموجودة في القلوب. وأضاف كرايفسكي أنه تعلم كثيراً من مدير المستشفى، موضحا أنه سُرّ باجتياز آلاف الكيلومترات ليسمع كلمات كهذه تقال أمام مائة وخمسين طبيباً، ووصف كلمات مدير المستشفى بالعظة. رداً على سؤال حول الأوضاع الراهنة في كييف، تحدث نيافته عن صفارات الإنذار وعن السكان الذين يختبئون في الملاجئ، وقال إنه يكفي الابتعاد قليلا عن المدينة ليرى المرء مخلفات الحرب، والدمار والموت. وقال إنه يود أن يحتفل برتبة درب الصليب وسط الشعب المتألم، مذكرا بأن مسيرة الجلجلة تنتهي بالقيامة. وأكد الكاردينال كرايفسكي في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أن حضوره في أوكرانيا هو تعبير عن المحبة، وأن البابا فرنسيس أرسله ليكون وسط الناس المتألمين وليصلي معهم. |