بحث

زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى البوسنة والهرسك زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى البوسنة والهرسك  

زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى البوسنة والهرسك

من ساراييفو إلى ميديغوريه، هذا هو مسار الزيارة التي قام بها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر إلى البوسنة والهرسك، من السابع عشر وحتى العشرين من الجاري، وتخللتها لقاءات مع القادة السياسيين المحليين فضلا عن ممثلين عن الكنائس المحلية وباقي الديانات.

قال سيادته خلال الزيارة إن فكره يتوجه إلى الشبان في البوسنة والهرسك وإلى الشبان الأوكرانيين مذكراً بأن هؤلاء الأخوة والأخوات يتألمون تحت القنابل ويعانون من الخوف، مشيدا بالجهود التي يبذلها العديد من الشبان حول العالم من أجل تحقيق أحلام السلام.

وصل الدبلوماسي الفاتيكاني إلى ساراييفو يوم الخميس الفائت، وعقد لقاء ثنائياً مع وزير خارجية البوسنة والهرسك، الذي وجه الدعوة إلى المطران غالاغر ليزور البلاد في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي. واندرجت الزيارة أيضا في إطار الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الثلاثين لإقامة علاقات دبلوماسية بين ساراييفو والكرسي الرسولي. وتم التطرق خلال الاجتماع إلى العلاقات الثنائية الإيجابية، والإسهام الذي تقدمه الكنيسة المحلية في المجتمع، مع الإشارة إلى ضرورة تطبيق الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، والتوقف عند أوضاع الجماعة الكاثوليكية المحلية. وأكد الجانبان على أهمية الحوار من أجل تخطي الأزمة المؤسساتية، واستخلاص العبر من الماضي غير البعيد.

وخلال الزيارة ترأس الضيف الفاتيكاني الاحتفال بالقداس في كاتدرائية ساراييفو حيث رُفعت الصلوات على نية السلام، وذكّر سيادته في عظته بأن البوسنة والهرسك، الأرض حيث تلتقي وتتصادم أحياناً ثقافات وتقاليد مختلفة، هي بأمس الحاجة إلى هبة السلام وبناء السلام. بعد أن عقد لقاءات مع القادة السياسيين، من بينهم رئيس الحكومة، توجه رئيس الأساقفة غلاغر من سارييفو إلى بانجا لوكا حيث احتفل بالقداس، في الكاتدرائية المحلية، على نية المصالحة، وقال في عظته إن فكره يتوجه بنوع خاص إلى أوكرانيا، مذكرا بأن الشباب هم مستقبل البلاد، ومستقبل الكنيسة والعالم كله، كما أنهم بناة لجسور المصالحة، وهم بالتالي مدعوون إلى مرافقة السلطات المدنية والكنيسة، وإلى تكثيف المبادرات الكفيلة بخلق أجواء ملائمة للمصالحة والتلاقي والسلام.

وكان لسيادته خلال الزيارة لقاء مع ممثلين عن الكنائس المسيحية والديانات الأخرى، وذكّر الحاضرين بكلمات البابا فرنسيس الذي يعتبر أن رجال الدين هم أول الأشخاص المدعوين إلى الحفاظ على السلام، وعبر غالاغر عن أمله في أن يبني الحوار بين الجماعات الدينية جسوراً جديدة، التي تضمن السلام ومستقبلا واعداً، على الرغم من كل الصعوبات. بعدها التقى سيادته عددا من النازحين في مركز الإيواء بأوزيفاك، قبل أن يتوجه إلى موستار، ويعقد لقاء مع أساقفة البوسنة والهرسك، الذين عرضوا عليه النشاط الرعوي للكنيسة المحلية، فضلا عن الالتزام في الحوار المسكوني وما بين الأديان، مع الإشارة إلى بعض التحديات، من بينها هجرة المواطنين الكاثوليك. هذا واحتفل سيادته بالقداس في الكاتدرائية المحلية لمناسبة عيد القديس يوسف، بحضور الأساقفة المحليين وآخرين قدموا من كرواتيا والجبل الأسود.

قبل عودته إلى إيطاليا قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول بزيارة إلى رعية ميديغوريه، حيث التقى بالمونسينيور ألدو كافالي، الزائر الرسولي على الرعية. من هناك انتقل المطران غالاغر إلى سبالاتو، فاجتمع إلى الأسقف المحلي بحضور السفير البابوي المطران جورجيو لينغوا قبل أن يستقل الطائرة عائدا إلى روما.

23 مارس 2022, 11:39