الكاردينال سيميرارو يتحدث عن الدستور الرسولي Praedicate Evangelium
استهل نيافته حديثه متوقفا عند رغبة البابا فرنسيس في إصلاح الكوريا الرومانية، على غرار سلفيه البابوان يوحنا بولس الثاني وبولس السادس. وفي الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر ٢٠١٣ أصدر البابا برغوليو الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، وقد شكلت هذه الوثيقة موضعا للتأمل والتفكير داخل مجلس الكرادلة في الإصلاح الذي يريده البابا فرنسيس، الذي يرغب في تحقيق تقدم في مسيرة الارتداد الرعوي والإرسالي. بعدها توقف نيافته عند عنوان الدستور الرسولي، الذي يشدد على أهمية إعلان الإنجيل والروح الإرسالي، وهو نشاط لا بد أن يطبع عمل الكوريا الرومانية، خصوصا وأن الدعوة التي وجهها الرب لتلاميذه ينبغي أن تشكل الخدمة الأولى التي يجب أن تقدمها الكنيسة لكل إنسان وللعائلة البشرية. هذا ثم لفت الكاردينال سيميرارو إلى أن عملية إصلاح الكوريا الرومانية تندرج في إطار السياق الإرسالي للكنيسة، ومن هذا المنطلق يسعى الدستور الرسولي الجديد إلى التوفيق بين الخدمة اليومية التي تقدمها الكوريا ومسيرة الكرازة بالإنجيل. وأوضح نيافته أن البابا تابع عن كثب نشاط مجلس الكرادلة وقدم له الخطوط التوجيهية، لاسيما في الخطاب الذي ألقاه أمام الكرادلة في الثاني والعشرين من كانون الأول ديسمبر ٢٠١٦، متناولا قضايا مرتبطة بالنشاط الرعوي والإرسالي، فضلا عن السينودسية والتعاون والتضامن. لم تخل كلمات نيافته من الإشارة إلى أن إصلاح الكوريا الرومانية يحرص على الحفاظ على التقاليد، تماشياً مع مبدأ الأمانة للتاريخ ولاستمرارية النشاطات الجوهرية للكنيسة، شأن إعلان الإنجيل، الحفاظ على الإيمان والعادات والتقاليد، والحياة الليتورجية وأعمال المحبة، فضلا عن إطلاق مسيرة من التحديث، في الوقت نفسه، كقرار البابا في تعيين شخص علماني على رأس دائرة فاتيكانية، مثل دائرة الاتصالات. وأكد عميد مجمع دعاوى القديسين أن الإصلاح الذي يريده البابا هو إصلاح يبدأ من حياة الأشخاص، ومن هذا المنطلق يتحدث عن "كنيسة تصلح نفسها باستمرار"، وقد تطرق إلى هذا الموضوع خلال مشاركته في المؤتمر الوطني الخامس للكنيسة الإيطالية في فلورنسا في تشرين الثاني نوفمبر عام ٢٠١٥، عندما أكد ان إصلاح الكنيسة يعني الرسوخ في المسيح، والاستسلام للروح القدس، وهكذا يصبح كل شيء ممكناً. |