الكاردينال بياتشينزا: المصالحة سرُّ الفرح والرحمة
تُعقد من الحادي والعشرين وحتى الخامس والعشرين من آذار مارس الجاري الدورة الثانية والثلاثين التي تنظمها محكمة التوبة الرسولية حول سرّ الاعتراف. وهي موعد سنوي تنظّمه محكمة التوبة الرسوليّة التي ترغب بهذه الطريقة في أن تقدّم للكهنة الجدد والمرشحين للكهنوت فرصة للتأمّل والتفكير والتعمُّق حول سر التوبة. وستتناول هذه الدورة القضايا الأخلاقية والقانونية، كما ستقدّم تحديثًا واسعًا حول نظام التوبة، والإدارة الصحيحة لسر التوبة، ووحول الوظائف والاختصاصات المحددة لمحكمة التوبة الرسوليّة. وستُختتم الدورة، كما هي العادة، بالاحتفال برتبة التوبة التي سيترأسها الأب الأقدس في بازيليك القديس بطرس عند الساعة الخامسة مساء يوم الخامس والعشرين من آذار مارس الجاري. وخلال الاحتفال، سيمنح البابا فرنسيس سرّ التوبة لبعض المؤمنين وسيُكرّس في ختام الاحتفال - كما أعلنت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي - روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر.
افتتحت الدورة عصر أمس الاثنين بمداخلة للكاردينال ماورو بياتشينزا رئيس محكمة التوبة الرسوليّة قال فيها إن سرّ المصالحة، سرّ الشفاء، هو أيضًا سرّ الفرح بامتياز، فرح طبيعي وفرح يفوق الطبيعة، فرح بشري وفرح مسيحي. ثم حدّد في هذا السياق أنه لا يجب خلط المصالحة بزوال الشعور النفسي بالذنب أو القضاء عليه. لأنَّ الحالة الشعور بالمغفرة، والتي هي معنى الفرح المسيحي، تولد حصريًا من الإيمان. وبالتالي تابع الكاردينال بياتشينزا مؤكِّدًا أنَّ خبرة الفرح النابعة عن مغفرة الخطايا ستكون أقوى، بقدر ما سيكون الإيمان أكثر عمقًا وأصالة.
تابع رئيس محكمة التوبة الرسوليّة يقول في سرّ المصالحة، يتمّ التقارب بين عمل التائب وعمل المعرّف، ويؤكّد الكاردينال بياتشينزا في هذا السياق أنّ التائب ينهض مجدّدًا ويبتهج المعترف بعمل الله الرائع. وبالتالي يمكننا أن نؤكد أن البشارة الجديدة الأصيلة تبدأ في كرسي الاعتراف، أي من إعادة اكتشاف معنى الخطيئة، ومن الاعتراف المتواضع والواقعي بمحدوديّتنا البشريّة، وما يترتب على ذلك من استعداد لطلب المغفرة بتواضع، لكي نُبنى مُجدّدًا في المسيح. وبالتالي، فإن الرحمة الإلهية، المقدمة والمقبولة، هي مُلخّص منير للعمل الخلاصي الذي قام به المسيح الرب، الذي يقبل مجدّدًا خليقته، التي تعذبها الخطيئة الأصلية والخطايا الشخصية التي ارتكبتها. ولذلك تابع الكاردينال بياتشنزا يقول الاعتراف هو سرّ الشفاء، ويجب على كلّ كاهن أن يمنحه باستمرار وبثبات. لأنه وإلى جانب الاحتفال بالإفخارستيّا – خلص رئيس محكمة التوبة الرسوليّة إلى القول - تبقى المصالحة الأسراريّة المهمة الرئيسية الموكلة إلى الكهنة بوضع الأيدي.