الكاردينال بارولين: هناك دائمًا مجال للتفاوض
"إزاء المأساة المستمرة في أوكرانيا، يستمر التزام الكنيسة في حمل الرجاء إلى العديد من الأشخاص الذين أُجبروا على الهرب من منازلهم، وكذلك في محاولات تشجيع الحوار وفتح سبل المصالحة بين الأطراف المتنازعة"، هذا ما قاله أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مداخلته بعد ظهر أمس في روما في مؤتمر سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي.
وردا على سؤال أحد الصحافيين من من وكالة الانباء أنسا عن المكالمة الهاتفية التي تمّت بين البابا فرانسيس والرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال الكاردينال بارولين أن القلق الشديد المشترك بين البابا وزعيم كييف هو أمن الممرات الإنسانية. فقد تمت دراسة هذا الموضوع بعمق، على حد قوله، مستبعدًا أن يكون هناك في الوقت الحالي أي حداثات تتعلق بعرض الوساطة الذي قدمه الكرسي الرسولي.
حول الصلاة التي سيتلوها البابا غدًا لتكريس وتسليم البشرية، ولا سيما روسيا وأوكرانيا، إلى قلب مريم الطاهر، حدد الكاردينال بارولين: "إنها صلاة سلام إلى العذراء مريم، لكي تحوِّل القلوب. ولكنّها بشكل خاص فعل ديني نوكل من خلاله ذواتنا إلى العذراء مريم، أم الرحمة وملكة السلام، لكي تأتي إلى مساعدتنا حيث لا تصل القدرات البشرية أو الرغبة البشرية في كثير من الأحيان. إنه طقس في التقليد الكاثوليكي، لا أعتقد أنّه موجود في التقليد الأرثوذكسي، لكن لا ينبغي أن يخلق أي مشاكل على المستوى المسكوني. إذ هناك أيضًا العديد من السوابق، إذ كان هناك أيضًا العديد من أفعال التكريس الوطني أو المحلي ليسوع، وليس فقط لمريم العذراء. وبالتالي فهذا التكريس هو لطلب مساعدة العذراء مريم في وضع خطير مثل الوضع الذي نعيشه والذي يبدو أنَّ لا حلَّ له، على الأقل بشكل فوريّ.
أما فيما يتعلّق بالالتزام تجاه اللاجئين الأوكرانيين أكّد أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أّنه الالتزام نفسه من أجل مساعدة المهاجرين القادمين من إفريقيا؛ وقال إنَّ المساعدات النادرة التي تصل اليوم من الكنائس التي تدعم تقليديًا ما يسمى بمناطق الإرسالية تسبب العديد من المشاكل، لذلك من الضروري إيجاد أشكال جديدة من الدعم، على سبيل المثال من خلال أشكال تعاون مع الدولة، دون إغفال البحث عن المحسنين الخارجيين.