بحث

الكاردينال بارولين: الصلاة ليست أبدًا بدون فائدة، بل يمكنها أن تغير القلوب والعقول الكاردينال بارولين: الصلاة ليست أبدًا بدون فائدة، بل يمكنها أن تغير القلوب والعقول 

الكاردينال بارولين: الصلاة ليست أبدًا بدون فائدة، بل يمكنها أن تغير القلوب والعقول

في القداس الإلهي من أجل السلام في أوكرانيا التي تمزقها الحرب، شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على أن الصلاة "يمكنها أن تؤثر حتى على أكثر المواقف الإنسانية اليائسة".

ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مساء أمس الأربعاء القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس من أجل السلام في أوكرانيا بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي وللمناسبة ألقى الكاردينال بيترو بارولين عظة استهلّها مذكرًا بكلمات يسوع في عظة الجبل: "طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون" مشيرًا إلى أنَّ السلام هو ميزة خاصة بالله، وقال نحن هنا في هذا المساء لنطلب من الله عطية السلام في أوكرانيا ولكي نطلب منه أن يساعد كل رجل وامرأة ذوي الإرادة الصالحة لكي يكونوا صانعي سلام". وذكّر في هذا السياق بالكلمات التي قالها البابا فرانسيس في السادس من آذار مارس في صلاة التبشير الملائكي في إشارة إلى المأساة التي تعيشها أوكرانيا، إذ قال إنها "ليست مجرد عملية عسكرية، ولكنها حرب تنشر الموت والدمار والبؤس"، وأضاف أننا لن نتمكّن من ربح هذا الصراع إلا بواسطة الصلاة والسلام.

هذا وحثّ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان المؤمنين على أن نسمح لكلمة الله أن تنيرنا لنعترف أن مجد الله "يمر عبر الصليب" بينما مجد البشر "هو البحث عن النجاح الدنيوي والسلطة". وأوضح الكاردينال بارولين أن "تاريخ العالم كله هو على المحك بسبب هذا المفهوم المزدوج للمجد": "الأول هو المجد الذي، على الرغم من المظاهر التي تظهر عكس ذلك، يؤدي إلى الموت والفراغ والعدم؛ والآخر هو المجد الذي يبدو فاشلاً ومهزومًا، ولكنه يؤدي إلى القيامة وإلى الحياة، لأننا من خلال الصليب نصل إلى النور، والمجد. وأكّد الكاردينال بارولين في هذا السياق أن مجد الله "ليس ظلمًا ولا تعسُّفًا بل على العكس". وهذا المجد هو "الذي يملأ العالم بالجمال والصلاح ويعطي الحياة ويبني السلام". هذا وذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أيضًا بأن القديس يوحنا الثالث والعشرون في الرسالة العامة السلام في الأرض، قد أشار إلى الشروط الأساسية الأربعة لبناء السلام: "احترام الحقيقة، والتوق نحو العدالة، والمحبة الأخوية التي تتجنّب الوسائل العنيفة، والحرية التي تستبعد أي فرض خانق".

إنَّ أن السلام، أكّد الكاردينال بارولين هو إرث الرب. ففي العشاء الأخير، قال الرب يسوع للرسل ولنا جميعًا: "قبل أن يذهب لكي يقدّم حياته على الصليب لكي يصالح كل إنسان مع الخالق": "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ". لهذا السبب لا يفقد تلميذ يسوع الرجاء أبدًا ... إنَّ الذي يحب سلام المسيح بصدق، والذي يشهد له بين آلاف العوائق والصعوبات، والذي يطلب يوميًّا في الصلاة من الرب أن يسود السلام الحقيقي، هو يساهم بشكل فعال، أو على الأقل قليلاً، في جعل الأرض أكثر رحمة وإنسانية.

وفي ختام عظته مترئسًا القداس الإلهي من أجل السلام في أوكرانيا حث الكاردينال بارولين على التوجّه إلى الله مكررين مع البابا فرنسيس: "لتسكت أصوات الأسلحة! إن الله مع صانعي السلام وليس مع الذين يستخدمون العنف"؛ ورفع صلاة تعانق العالم بأسره وقال أيها الرب يسوع، أمير السلام، أُنظر إلى أبنائك الذين يرفعون صراخهم إليك: ساعدنا لكي نبني السلام، واحفظ لساننا من الشر، وشفاهنا من الأكاذيب".

17 مارس 2022, 11:05