الكاردينال بارولين يحتفل بالقداس لمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي والمملكة المتحدة
عاون الكاردينال بارولين في القداس الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس أساقفة وستمنستر، ورئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول. شدد نيافته في عظته على أن الكرسي الرسولي يود الالتزام، من خلال نشاطه الدبلوماسي، ومع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، في مساعدة البشرية على إعادة اكتشاف آمالها ورغباتها العميقة، بغية توجيهها نحو تحقيق الرخاء المادي والروحي. ذكّر الكاردينال بارولين بأنه في الأول من أبريل نيسان ١٩٨٢ قدم السير مارك إيفلين هيث أوراق اعتماده للبابا بعد أن عينته الملكة إليزابيث الثانية أول موفد استثنائي وسفيرا مفوضا كامل الصلاحيات. ولفت نيافته إلى أن هذا الحدث توج الجهود التي بُذلت من أجل إقامة تعاون تام ومثمر بين الطرفين، وبغية تضميد جراح الماضي، وفتح العلاقات على رجاء مشترك. بعدها أكد بارولين أن العلاقات بين الكرسي الرسولي وبريطانيا العظمى لا تعود إلى الماضي القريب، بل هي تمتد على مدى أربعة عشر قرناً تقريباً، بدءا من وصول الراهب البندكتاني أغسطينوس إلى إنجلترا، مرسلا من البابا غريغوريوس الكبير، ليحمل إنجيل المسيح إلى تلك البقاع. وأشار نيافته في هذا السياق إلى أن بازليك القديس بولس خارج أسوار روما القديمة، تشهد للقرب التاريخي لملوك إنجلترا من كرسي بطرس، لأنهم كانوا يعتبرون من حماة هذه البازيليك في أواخر القرون الوسطى. ولم تخل عظة نيافته من التذكير بالزيارات التي قامت بها الملكة إليزابيث الثانية إلى الفاتيكان خلال السنوات السبعين الماضية، حتى قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين عام ١٩٨٢، وأوضح نيافته أن تلك السنة تظل في الذاكرة، ليس فقط لأنها شهدت إقامة العلاقات الدبلوماسية، بل أيضا لأن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قام بزيارة رسولية إلى بريطانيا العظمى، وكانت المرة الأولى في التاريخ التي تطأ فيها قدما حبر أعظم تلك الأراضي. هذا ثم توقف نيافته عند زمن الصوم الذي نعيشه اليوم، لافتا إلى أنه يشكل فترة من الصلاة والصوم وأعمال الصدقة، استعدادا للاحتفال بموت الرب يسوع وقيامته من بين الأموات. ولفت إلى أن إنجيل اليوم يحدثنا عن معجزة الشفاء التي صنعها يسوع مع رجل يعاني من الشلل منذ ثمان وثلاثين سنة. وقال إن يسوع هو الوجه الرحوم للآب، وسأل هذا الرجل إذا كان يريد أن يُشفى، وفعل ذلك ليعطيه فرصة كي يُخبر قصته ويعبر عن رغبات قلبه. في ختام عظته شاء الكاردينال بارولين أن يذكر المشاركين في القداس بتكريس روسيا وأوكرانيا لقلب مريم الطاهر، من قبل البابا فرنسيس في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وطلب نيافته من الجميع أن يصلوا بحرارة على نية السلام. بعد الاحتفال بالقداس كان لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني حوار مع السفير البريطاني لدى الكرسي الرسولي السيد جون كريستوفر تروت الذي عبر عن سروره الكبير بهذا الاحتفال، وقال إن الرباط القائم اليوم بين بلاده والكرسي الرسولي هو أهم من أي وقت مضى، خصوصا إذا ما نظرنا إلى المشاكل والأزمات الكبيرة التي يعيشها عالمنا اليوم، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. ولفت إلى أهمية الدور الذي يلعبه الكرسي الرسولي من أجل بناء عالم ينعم بالسلام، والعدالة ويطمح إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بغية إزالة الفقر والعمل من أجل الخير العام. |