بحث

الكاردينال تشيرني: بين اللاجئين الأوكرانيين متسلِّحًا بالصلاة الكاردينال تشيرني: بين اللاجئين الأوكرانيين متسلِّحًا بالصلاة  

الكاردينال تشيرني: بين اللاجئين الأوكرانيين متسلِّحًا بالصلاة

نشرت صحيفة " Aggiornamenti Sociali" مقالًا بقلم العميد المؤقت للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة، عشية رحلته إلى المجر ونحو الحدود حيث يجتمع الأشخاص الذين يهربون من الحرب: أنا ذاهب لأقول إن العنف والموت ليس لهما الكلمة الأخيرة.

نشرت صحيفة "Aggiornamenti Sociali" مقالًا بقلم العميد المؤقت للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني، عشية رحلته إلى المجر كتب فيه رحلتي هي رحلة صلاة ونبوة واستنكار. غادرت من روما لأصل إلى بودابست وسأواصل لقاءاتي مع اللاجئين والنازحين، والأشخاص الذين يستقبلونهم ويساعدونهم. في غضون ذلك، وصل الكاردينال كراييفسكي مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم إلى بولندا وسيفعل الشيء نفسه في المناطق المتاخمة لأوكرانيا. نأمل أن نتمكن من أن نعبر الحدود في الأيام التالية وندخل إلى أوكرانيا، لكن هذا الأمر سيعتمد على كيفية تطور الوضع. إنَّ الكرسي الرسولي – كما قال البابا فرنسيس بقوة كبيرة في صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد ٦ مارس / آذار - "مستعد ليقوم بكل ما بوسعه ولكي يضع نفسه في خدمة هذا السلام". ورسالتي في أوكرانيا هي علامة على هذا الاستعداد ومهمتي هي أن أحمل للذين يتألّمون حضور وقرب لا الأب الأقدس وحسب وإنما جميع المسيحيين.
تابع الكاردينال مايكل تشيرني يقول أذهب لأرى الوضع بشكل مباشر، وآمل أن أكون قادرًا على تقديم بعض المساعدة المادية أيضًا، لكنني أذهب قبل كل شيء لكي ألتقي بالأشخاص وأكون معهم: هذه هي نبوءة الحضور والقرب التي يمكنها أن تبدو ضعيفة، أو حتى تافهة بحسب منطق العالم وقوة السلاح. لكن الأمر ليس كذلك: لأن القرب من شعبه وأبنائه الذين يتألّمون هو الطريقة التي اختارها الله لكي يدخل تاريخ العالم. حتى على حساب أن ينتهي به الأمر على الصليب. إنّ رمز أسلوب الله هذا هو الصليب الخشبي الكبير الذي تم نقله في الأيام الماضية – وقد رأينا جميعًا تلك الصور – من الكاتدرائية الأرمنية في لفيف إلى ملجأ على أمل حمايته من غضب وجنون الحرب. تمامًا كما هو الحال في المخابئ والأقبية وربما الملاجئ المرتجلة، حيث هناك العديد من الأشخاص الذين يوجهون صلواتهم إلى ذلك الرب المصلوب.
أضاف العميد المؤقت للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة يقول لهذا أنا متأكد من أن رحلتي ستكون رحلة صلاة: صلاة البابا وصلاتي وصلاة جميع الذين بهذه الطريقة سيرافقوننا، ولاسيما صلاة الأشخاص الذين سنلتقي بهم، صلاة - كما يعلمنا سفر يشوع ابن سيراخ - "تعبر الغيوم"، لأن الله "يصغي إلى صلاة المظلومين. ولا يهمل تضرّع اليتيم ولا الأرملة عندما ترفع شكواها". هؤلاء الأشخاص يشاركون عطية قربهم من الله مع الذين يلتقون بهم، والذين هم على استعداد أن يعيشوا سرَّ الحضور معهم ويحملوا لهم كلمة الإنجيل ودعمًا ملموسًا. إن لفتة المحبة للذين يستقبلون تصبح فرصة لتأكيد الإيمان الذي يوحدنا وتغذي الرجاء المشترك بأن عالم خالٍ من الحرب ممكن، وأن العنف والموت ليس لهما الكلمة الأخيرة: إنه سر عيد الفصح الذي نستعد له في هذا الصوم الكبير. لهذا السبب سألتقي أيضًا بالأشخاص الذين يلتزمون، بعدة طرق، في أعمال الاستقبال وسأحمل لهم قرب الأب الأقدس والكنيسة: إنهم جيش صامت وغير مسلح، يلتزم بإعادة بناء تلك الإنسانية التي تحاول الأسلحة تدميرها. وأيديهم هي أيدي الشعب المسيحي كله، لا بل يديّ الله.
تابع الكاردينال مايكل تشيرني يقول إن الإيمان ليس غائبًا عن المأساة التي تعيشها أوكرانيا، لأنه في قلوب الأشخاص الذين يهربون من الحرب: فهم في الغالب مؤمنون، مثلهم مثل الكثيرين ممن يستقبلونهم، ومن المهم أن يتمكن كل من يتمنى ذلك من أن يتلقّى المساعدة الدينية، مع احترام الاختلافات بين مختلف المذاهب والأديان. وفي رحلتي سألتزم بهذا الأمر أيضًا. أخيرًا، ستكون رحلتي أيضًا رحلة استنكار. إنَّ قصة اللاجئين الأوكرانيين هي قصة معروفة تتمُّ وفقًا للنص المأساوي للعديد من الصراعات التي أدمت عالمنا، وغالبًا ما ذهبت طيَّ النسيان. وبالسرعة عينها التي اضطر بها ملايين الأشخاص إلى مغادرة منازلهم في غضون أيام قليلة، بدأت تصل أخبار حول آلة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، وبالتالي إلى مأساة الحرب والنزوح تُضاف مأساة العبودية. في المهمة التي سيضطلع بها وفدنا الصغير، سنولي اهتمامًا كبيرًا لهذه المشكلة، بالإضافة إلى نقطة مؤلمة أخرى وهي التهميش وأحيانًا الرفض الذي يعاني منه الأفارقة والآسيويون الذين كانوا يقيمون في أوكرانيا وهم الآن يهربون مع بقية السكان. سؤال يصعب الإجابة عليه في مثل هذه اللحظة المتوترة والملحّة. نحن جميعًا أبناء لأب واحد ولا يمكن لأخوّتنا أن تعرف الحدود: هذا هو معنى عناق البابا والكنيسة الذي أحمله لجميع الذين سألتقي بهم.
 

09 مارس 2022, 10:35