الكاردينال كرايفسكي: أتيت إلى أوكرانيا انطلاقا من منطق الإنجيل
يواصل في أوكرانيا الكاردينال كونراد كرايفسكي مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم نقله قرب البابا فرنسيس من شعب هذا البلد أمام ما يتعرض له بسبب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا والتي دخلت أسبوعها الثاني. وفي مدينة لفيف تحدث مسؤول مكتب الكرسي الرسولي إلى الصحفيين مشددا على أهمية الحضور في هذا البلد المتألم، ووصف التواجد بالاسم الأول للمحبة. وتابع أنه وإلى جانب الدعم المعنوي والإيمان الذي نحمله، فإننا نحمل أيضا الرجاء في الخروج من هذا الوضع الرهيب. وتحدث في هذا السياق عن مساعدات ملموسة كثيرة تصل إلى أوكرانيا عبر القنوات الدبلوماسية وأيضا بشكل مباشر.
وفي إجابته على سؤال حول إمكانية الحديث عن مفاوضات في وقت يتم فيه قصف المستشفيات مثلما حدث في ماريوبول وبالقرب من كييف قال الكاردينال كونراد كرايفسكي: أنا لستُ دبلوماسيا، لقد جئت إلى هنا انطلاقا من منطق الإنجيل. وتابع أن هذا ما كان ليفعل يسوع، فقد كان دائما إلى جانب المتألمين، وهذا هو المنطق الذي يستخدمه البابا فرنسيس أيضا، منطق الإنجيل. وأضاف أن هذا هو مبرر حضوره في أوكرانيا وهو أيضا مبرر الصلاة، وذلك لأن سلاحنا هو الإيمان، كما أن سلاحنا هو الرجاء أيضا. وذكَّر مسؤول مكتب الكرسي الرسولي في هذا السياق بأن الإنجيل يحدثنا عن الأسلحة الثلاثة الأكثر قوة في العالم، الصلاة والصوم والصدقة. وتابع أن العالم كله يقدم الصدقة لأوكرانيا من خلال المساعدات، أما بالنسبة للصلاة فإن مَن يقرع سيجد الأبواب مفتوحة ومَن يصلي بمواظبة سيتلقى، ثم يأتي سلاح الصوم وهو سلاح قوي جدا. وقال الكاردينال كرايفسكي إن الصوم يعني دعوة الله إلى نفسي، يعني الرغبة في حضوره، فمن خلال الصوم نريد أن نُبعد عن أنفسنا كل ما لا ينتمي إلى الله لنوفر له الفسحة. هذه هي الأسلحة التي نحملها. ثم قال مسؤول مكتب الكرسي الرسولي: أريد أن أقول شيئا إضافيا، الإيمان ينجح في تحريك الجبال، فما بالنا بحرب غبية، وهذه أيضا هي قوة أوكرانيا، فبالإيمان ومحبة الوطن ومحبة العائلة ينجح الأوكرانيون في المقاومة وإنقاذ وطنهم.
وفي ختام حديثه إلى الصحفيين في لفيف الأوكرانية أكد الكاردينال كونراد كرايفسكي مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم نيته التوجه حيثما يمكن ذلك، حيث سيغادر لفيف حاملا رسالة سلام البابا فرنسيس وأيضا الصلاة والتي هي سلاحنا فائق القوة. كما وأراد توجيه الشكر إلى الصحفيين على حضورهم في أوكرانيا مؤكدا أنهم هم أيضا يقدمون الكثير لهذا البلد.
هذا وتجدر الإشارة إلى ترؤس الكاردينال كرايفسكي في العاشر من آذار مارس في الكاتدرائية اللاتينية في لفيف صلاة من أجل أوكرانيا جمعت ممثلي الكنائس المختلفة والأديان الأخرى وأيضا ممثلي السلطات المحلية. وفي كلمة الترحيب في الكاتدرائية قال رئيس أساقفة لفيف للاتين مييتشيلاف موكرشيتسكي إننا في زمن الحرب والمعاناة البشرية المأساوي هذا نريد أن نوجه إلى أبينا السماوي صلاة مشتركة صادقة من أجل السلام. كما ووجه رئيس الأساقفة الشكر إلى الكاردينال كرايفسكي على وجوده في أوكرانيا خلال هذه الحرب الخطيرة.
أما رأس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شفتشوك فقال في الصلاة المشتركة: إننا نضع اليوم أمام أعين الله كلي القدرة ألم أوكرانيا ومعاناتها، جبالا من الجثث، أنهارا من الدماء وبحرا من الدموع. وتابع إننا نصلي من أجل مَن بذلوا حياتهم من أجل الوطن، القوات المسلحة، وأبناء وبنات أوكرانيا الذين يحمون الحياة بأجسادهم. نصلي من أجل جميع المدنيين الأبرياء الذين قُتلوا في أوكرانيا، النساء والأطفال والشيوخ. نصلي من أجل ضحايا ماريوبول الذين وُضعوا في مقابر جماعية كبيرة بدون دفن كريم. اقبل يا رب صلاتنا من أجل راحتهم الأبدية.
ثم قرأ ممثل كل كنيسة وجماعة دينية صلاة من أجل السلام في أوكرانيا.