بحث

فيتوريو شيلزو: المسنون هم حكمة السنين فيتوريو شيلزو: المسنون هم حكمة السنين  

فيتوريو شيلزو: المسنون هم حكمة السنين

أعلنت الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة عن الموضوع الذي اختاره البابا لليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين الذي ستحتفل به الكنيسة في الرابع والعشرين من تموز يوليو عام ٢٠٢٢ لكي تذكّر أن الأجداد والمسنين هم "قيمة وعطيّة للمجتمع وللجماعات الكنسية. يشدد فيتوريو شيلزو من الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة على ضرورة الاصغاء إليهم لأنهم يمثلون حكمة السنين.

نشرت دائرة العلمانيين والعائلة والحياة ظهر أمس الثلاثاء بيانا صحفيا أشارت فيه إلى أن الكنيسة ستحتفل الأحد الرابع والعشرين من تموز يوليو عام ٢٠٢٢ باليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين، وأن الموضوع الذي اختاره الأب الأقدس للمناسبة هو: "ما زالوا في المشيب يثمرون" وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع فيتوريو شيلزو من الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة سلّط فيها الضوء على ضرورة الإصغاء إلى المسنين لأنهم يمثلون حكمة السنين وعلى ضرورة وجود "لاهوت للشيخوخة" وتحمّل مسؤولية وحدة المسنين من أجل إعادة التفكير في عالم أكثر إنسانيّة.

قال فيتوريو شيلزو نحن ممتنون للأب الأقدس لأنه أراد هذا اليوم العالمي للأجداد والمسنين والذي بدأ يتحول إلى تقليد. نأمل أن يساعد الاحتفال باليوم العالمي للأجداد والمسنين كل عام على وضع الأجداد والمسنين في محور عملنا الراعوي واهتمامنا وأفكارنا. إنه أمر ضروري. ويصر البابا كثيرًا على الحكمة وهو على حق، أفكر كثيرًا عندما نتحدث عن الحوار بين الأجيال، ويبدو أنها نية حسنة، شيء جميل، بعض اللقاءات التي نقوم بها في الرعية والتي تشكّل أمرًا عميقًا، وقد وصف البابا هذا الأمر كتحدٍّ لثقافتنا. نحن بحاجة إلى أن نُصغي إلى حكمة المسنين، وأفكّر في أمر ملموس جدًّا: نسمع في هذه الأيام الكثير عن حرب في أوروبا، وبالتالي لو كان لدينا اهتمام للاصغاء إلى درس الحكمة الذي يأتي من المسنّين، فسوف نفهم الرعب وما تعنيه الحرب في أوروبا. إنَّ الحوار بين الأجيال يعني أيضًا فهم الدرس الذي نتعلّمه من خبرة المسنين.

تابع فيتوريو شيلزو مجيبًا على سؤال حول معنى ما جاء في البيان الصحافي بأنَّه بإمكان خبرة المسنين في الحياة والإيمان أن تساهم في بناء مجتمعات تعي جذورها وقادرة على أن تحلم بمستقبل أكثر تضامنا وقال لقد كان الحلم العظيم لأجدادنا هو السلام في أوروبا وهذا ما نحن مدعوون لتحقيقه. وعندما نتحدث عن الأحلام وعن الحوار، نعتقد أحيانًا أنها أشياء حميمة، بينما تمثل الأحلام شيئًا عظيمًا والمستقبل الأكثر تضامنًا هو الحلم العظيم للسلام الذي طبع الأجيال التي سبقتنا. ولذلك من الأهميّة بمكان ألا نرمي هذا الحلم، لأنّه يعني بالنسبة للشباب التقاط عصا التتابع.

أضاف فيتوريو شيلزو مجيبًا على سؤال حول كيف يندرج اليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين في المسيرة السينودسيّة وقال إنَّ المسيرة السينودسيّة تتكون من الاصغاء، ويمكنها أن تكون فرصة لبدء التفكير في الشيخوخة. يتحدث البابا عن الشيخوخة، وهذا مصطلح نميل إلى عدم استخدامه كما لو كان يشير إلى مرض معد. نحن بحاجة لأن نخلق فكرًا مسيحيًّا حول الشيخوخة، نجد اليوم أنفسنا أمام حالة طوارئ وهذا الأمر نراه في الكثير من أنحاء العالم، هناك عدد كبير من المسنين لم يسبق له مثيل، ولكن لا يوجد لاهوت للشيخوخة. من المهم أن نفهم ما يعنيه التقدم في السن، وماذا يعني المسنون في مجتمعنا، وما هو المكان الذي يجب أن نمنحهم إياه، وما هو مكانهم في الكنيسة. وبالتالي يشكّل السينودس فرصة لكي ننضّج هذا الفكر.

وخلص فيتوريو شيلزو حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول المبادرات التي تُعدها دائرة العلمانيين والعائلة والحياة بمناسبة اليوم العالمي الثاني للأجداد والمسنين وقال نحن في مرحلة التحضير والحوار لأننا لاحظنا أنه في العام الماضي، بمناسبة اليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين، كان هناك تحرّك كبير للكنائس المحلية والرعايا والأبرشيات. نحن الآن في مرحلة الاصغاء لكي نفهم ما تم إنجازه، وما هي الأفكار التي يمكن اقتراحها مرة أخرى. نود أيضًا إعداد أدوات راعوية ولكن ليس انطلاقًا من مكاتبنا وإنما بدءًا من عمل الذين عاشوا واختبروا هذا اليوم. بالتأكيد سيكون المحور هو لقاء بين الشباب والمسنين، في العام الماضي دعونا للقيام بزيارات للمسنين الذي يعيشون بمفردهم، وربما إحضار زهرة لهم. هناك حالة طارئة تتمثل في الشعور بالوحدة، أفكر في القصة الرهيبة لمارينيلا، تلك المرأة من كومو التي وجدت ميتة في المنزل بعد أكثر من عامين. إنَّ وحدة المسنين هي حالة طارئة والطريقة الأولى لعيش اليوم العالمي للأجداد والمسنين هي زيارة مُسنٍّ وحيد وسؤاله عن حاله. بالنسبة لمارينيلا، لم يزعج أحد نفسه بالسؤال عن حالها لمدة عامين. هذا شيء لا يطاق ويجعلنا نتساءل أيضًا كيف يمكن أن يوجد في الجماعة المسيحية أناس منسيون تمامًا. لذلك فإن عيش اليوم العالمي للأجداد والمسنين يعني الذهاب للقاء الجميع وعدم ترك أحد في الخلف وعدم نسيان اسم أحد.

 

 

16 فبراير 2022, 09:41