السفير البابوي في كييف يحدثنا عن أهمية الصلاة على نية السلام في أوكرانيا
استهل الدبلوماسي الفاتيكاني حديثه مشيراً إلى ارتفاع حدة التوتر، ولفت إلى القلق البالغ الذي يشعر به المواطنون، المتخوفون جدا من اندلاع حرب جديدة. ومع ذلك – مضى يقول – ما يزال يُظهر الأوكرانيون قدرة على الصمود، خصوصا وأن الحرب في المناطق الشرقية تستمر منذ ثماني سنوات، ما يعني أن ثمة قدرة إنسانية على التعامل مع الأوضاع الطارئة. فالخوف كبير والتوتر قوي، مع ذلك يمكن القول إن أوضاع الشعب الأوكراني جيدة نسبيا. ولفت إلى أن الحكومة تسعى إلى تهدئة المواطنين، وهذا ما تفعله أيضا الكنائس والجماعات الدينية بصورة عامة، إذ تحاول أن تحافظ على الهدوء وسط الأوضاع الحرجة. رداً على سؤال بشأن نظرة الكنيسة الكاثوليكية في أوكرانيا حيال ما يجري في البلاد، قال السفير البابوي في كييف إنه استمع إلى العديد من العظات المشجعة، مشيرا إلى أن الكثير من الصلوات رُفعت بحرارة على نية السلام في البلاد خلال الأيام الماضية. وقال إن الجميع يشعرون بقلق المؤمنين الذين يترددون إلى الكنائس، مذكرا بالقوة العاتية للصلاة، القادرة حتى على تبديل القلوب وتغيير مسارات التاريخ. بعدها أكد سيادته أن الحوار يصطدم اليوم بالكثير من العراقيل، خصوصا وأن هناك العديد من العوامل التي تتراكم وتؤدي في نهاية المطاف إلى نشوب الصراع. واعتبر في هذا السياق أنه عندما يتعثّر الحوار فالمسؤولية تقع على عاتق جهات عدة، ليس فقط الأطراف المعنية مباشرة بالأزمة. وشاء الدبلوماسي الفاتيكاني أن يؤكد أنه في خضم هذا التوتر تعيد الكنيسة اكتشاف جمال دعوتها الخاصة، خصوصا وأن اختيار درب السلام، وسط الحوار السياسي، يتطلب شجاعة كبيرة. وأضاف أنه عندما يصلي المؤمنون على نية السلام، إنهم يصلون أيضا من أجل شجاعة القادة السياسيين، لافتا إلى أن رسالة الكنيسة تكمن في النظر إلى جميع الأشخاص على أنهم أخوة وأخوات، ومن هذا المنطلق إن الكنيسة تدرك أنها عندما تتحدث عن الحوار وتصلي من أجل الحوار، لديها رسالة أن تنير هذا الحوار. تابع المسؤول الفاتيكاني قائلا إنه عندما يصلي على نية السلام يدرك تماما أن الرب قادر – في أي لحظة – على إنارة المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين وعلى تغيير قراراتهم بالكامل. وأكد، من هذا المنطلق، أنه حتى عندما يكون الوضع متوتراً وصعباً جداً، من وجهة النظر الإنسانية، فهذا الظرف يسمح للكنيسة بإعادة اكتشاف دعوتها الخاصة. كما أن جماعة المؤمنين مدعوة دوما إلى الإسهام في بناء المجتمعات والأوطان، وهذا الجهد لا يتحقق من خلال الصدام إنما بواسطة الوحدة والتفاهم. في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني شدد السفير البابوي في أوكرانيا على أهمية تعزيز علاقات التفاهم بين مختلف الكنائس، لأنه بقدر ما تكون تلك الكنائس متحدة وقوية من الداخل، تكون قادرة على الشهادة للإنجيل أمام الآخرين. |