بحث

مقابلة مع السفير البابوي في كييف مقابلة مع السفير البابوي في كييف 

مقابلة مع السفير البابوي في كييف

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي في كييف رئيس الأساقفة فيسفالداس كولبوكاس المتواجد في مقر السفارة البابوية حيث يتقاسم مصير ملايين المدنيين الباحثين عن ملجأ من العمليات القتالية في المدينة.

استهل سيادته كلمته معربا عن قلقه البالغ حيال ما يجري في المدينة التي تعد حوالي ثلاثة ملايين نسمة، مشيرا إلى أنها باتت مشلولة اليوم بسبب الحرب والناس يبحثون عن ملجأ لهم في محطات قطار الأنفاق. وأضاف سيادته أنه قلق على مصير الأشخاص المرضى، لأنه من الصعب جدا أن يُنقل هؤلاء من بيوتهم والعيادات والمستشفيات.

بعدها أشار السفير البابوي في كييف أن جميع المواطنين يتوقعون أن تزداد الأوضاع سوءا وهم يتهافتون اليوم على شراء المواد الغذائية، التي تدوم لبضعة أيام. وتساءل ماذا يمكن أن يحصل في حال استمر الصراع لفترة طويلة. هل سيجد المواطنون ما يأكلون؟ وأضاف أن موظفي السفارة البابوية في كييف يحاولون البقاء في الطوابق السفلى، للوقاية من القصف، لافتا إلى أن الخروج بات صعباً، كما بات من الصعب العثور على متاجر مفتوحة، فضلا عن كون معظم الطرقات مقطوعة. والناس يتساءلون ماذا سيحصل في المستقبل القريب.

وتساءل سيادته بهذا الصدد عن الأمثولة التي يقدمها البالغون للأطفال الذين يعيشون هذه الأوضاع بصعوبة كبيرة. وروى أنه تعرف على أشخاص في أوروبا عاشوا أهوال الحرب العالمية الثانية، وهم يتحدثون عن المعاناة التي مروا بها، وما تزال ترافقهم لغاية اليوم. وقال إن فكره يتجه بنوع خاص نحو أطفال كييف ويتساءل ماذا سيحصل لهم عندما سيكبرون، وماذا سيكون موقفهم حيال الأشخاص الآخرين، بعد أن عاشوا فترات من حياتهم في الملاجئ وتحت القذائف.

تابع الدبلوماسي الفاتيكاني حديثه لموقعنا موضحا أن مقر السفارة البابوية يوجد في حيّ سكني، وهو بالتالي بعيد عن الطرقات الرئيسة في المدينة، ومع ذلك يُسمع بوضوح أزيز الرصاص وانفجار القنابل والقذائف، وخصوصا خلال ساعات الليل. وقال إنه مستعد – مع موظفي السفارة – للنزول إلى الملاجئ إذا اقتضت الضرورة ذلك. لكن كل الأشخاص يرفعون الصلوات باستمرار، من أجلهم ومن أجل الآخرين، سائلين الله أن يعمل على ارتداد القلوب.

هذا ثم أوضح السفير البابوي في كييف أنه يفكر بما يريد أن يقول الله حيال ما يجري اليوم، لافتا إلى أنه كمسيحي يعلم جيدا أنه لا يوجد شيء يُخفى عن معرفة الله، وفي هذه الأوضاع العصيبة لا بد أن يسعى كل شخص مؤمن إلى الارتداد الشخصي، وينبغي أيضا أن يمد يد المساعدة إلى الآخرين، لا بل إلى الجميع، كي يعملوا هم أيضا على الارتداد الشخصي، ليجدوا السلام والأخوة والاحترام المتبادل.

لم تخل كلمات سيادته من التوقف عند يوم الصوم والصلاة على نية السلام في أوكرانيا الذي أعلنه البابا فرنسيس، مع بداية زمن الصوم، في الثاني من آذار مارس المقبل، وأشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن هذا التاريخ ما يزال بعيداً بالنسبة للأوكرانيين الذين يرفعون الصلوات في كل لحظة، ويوكلون أنفسهم وعائلاتهم إلى حماية الرب والعذراء مريم، التي هي والدة الكل، وليس فقط الكنيسة. وختم السفير البابوي في كييف حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قائلا إننا ندرك تماما أن المسلمين يحترمون ويكرمون العذراء مريم، ولذا إننا نضم صلواتنا إلى صلوات المسلمين، سائلين العذراء مريم أن تشفع بالجميع.    

27 فبراير 2022, 13:19