الكاردينال رافازي يتحدث عن إسهام المجلس البابوي للثقافة في نشر وثيقة الأخوة الإنسانية
مما لا شك فيه أن جناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي ٢٠٢٠ يقدم بحد ذاته مساراً يسمح للزوار بأن يعيشوا خبرة الأخوّة والصداقة والحوار والتلاقي وأن يختبروا أيضا قوة التبادل بين الثقافات، وذلك من خلال مسار صممه المطران توماس ترافني المسؤول عن قسم العلم والإيمان في المجلس البابوي للثقافة، بالتعاون مع المهندس المعماري جوزيبيه دي نيكولا. ولهذا السبب شاء الجناح أن يستضيف هذا الجمعة الاحتفال باليوم الدولي الثاني للأخوة الإنسانية. ويقول القيمون على الجناح إن نقطة الانطلاق هي اللقاء الذي حصل بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل في العام ١٢١٩. ولمناسبة مرور ثمانمائة سنة على هذا اللقاء قام البابا بزيارة أبو ظبي ووقع على وثيقة الأخوة الإنسانية مع الإمام أحمد الطيب في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٩. في سياق حديثه عن جناح الكرسي الرسولي في إكسبو دبي قال الكاردينال رافازي إن الجناح يقدم لزواره لمحة عن المكتبة الكبيرة التي أبصرت النور في بغداد في القرن التاسع، ما يلقي الضوء على الجهود التي بذلتها الثقافة آنذاك، كي تضع بتصرف العالم الإسلامي المعارف الخاصة بباقي الشعوب والحضارات. وقال إن مكتبة بغداد تشكل شهادة لهذا الحوار الثقافي والديني. وأضاف أن الجناح يحتوي أيضا على ترجمة لاتينية لأطروحة عربية في الرياضيات، تُظهر أن الغرب تعلّم ما يُسمى اليوم بـ"العدد العربي". فيما يتعلق بوثيقة الأخوة الإنسانية، والجهود التي ينبغي أن تبذلها اليوم الديانات الكبرى من أجل ترجمتها على أرض الواقع قال رئيس المجلس البابوي للثقافة إن جميع الديانات مدعوة اليوم للعودة إلى إرثها العريق. وذكر بالإرث الفلسفي والطبي والعلمي والأدبي الذي وصل من الشرق إلى الغرب على مر العصور الماضية. ولفت على سبيل المثال إلى أن القديس توما الأكويني تمكن من التعرف بشكل أفضل على أرسطو بفضل كتابات الفيلسوف المسلم ابن رشد. كما لا بد أن تبحث الأديان اليوم عن المسارات التي حددتها وثيقة الأخوة الإنسانية، من أجل إقامة حوار والتأثير على المجتمعات المعاصرة. ودعا إلى التفكير بمعنى الحوار بين الأديان والسلام والأخوة، فضلا عن التسامح الأصيل الذي يتطلب اللقاء مع الآخر. ردا على سؤال بشأن الجهود التي يبذلها المجلس البابوي للثقافة من أجل نشر الوثيقة والتعمق بها، كما يريد البابا فرنسيس، قال الكاردينال رافازي إن المجلس الحبري الذي يرأسه يفعل ذلك على الصعيد الثقافي، في وقت يُعنى المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالشق الديني البحت. ولفت على سبيل المثال إلى خلق فسحات من الصمت، تُفسح المجال أمام التأمل، كما هي الحال في الثقافة العربية وفي التقليد البوذي القديم. هذا بالإضافة إلى النظر في مواضيع أخرى بينها الأنتروبولوجيا والذكاء الاصطناعي. وختم نيافته حديثه لموقعنا مشيرا إلى أن الحوار العلمي أيضا يمكن أن يشكل درباً مميزة للتلاقي وسط التنوع. |