الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة تطلق مشروعا بعنوان "عمل من أجل الجميع"
شارك في المؤتمر الصحفي عميد الدائرة الفاتيكانية المذكورة الكاردينال بيتر توركسون الذي ألقى مداخلة سلط فيها الضوء على غياب الرغبة السياسية في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل للجميع، فضلا عن عدم الالتزام في معالجة القضايا المتعلقة بالتبدل المناخي، والجائحة وانعدام المساواة بين الأشخاص من الناحية الاقتصادية. وقال نيافته إن الأرباح المادية تحجب الرؤية البعيدة النظر، وهي تساهم في تفاقم المشاكل المتعلقة بالهجرات والعمل. من هذا المنطلق شدد الكاردينال توركسون على ضرورة تعزيز ثقافة التلاقي، التي تتطلب أن يوضع الكائن البشري في صلب كل نشاط سياسي واجتماعي، خصوصا وأنه لا بد أن تُحترم دوماً كرامةُ الإنسان فضلا عن البحث عن الخير العام. ردا على أسئلة الصحفيين بشأن انتهاء مهامه على رأس الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة قال الكاردينال توركسون إنه يضع المسألة بين يدي البابا، مع العلم أن مهامه ستنتهي أواخر العام الجاري. وأضاف أنه يشغل هذا المنصب منذ خمس سنوات، وإذا أراد منه الحبر الأعظم أن يستمر فهو سيفعل ذلك، لافتا إلى أنه موجود ليخدم البابا. وكانت أيضا مداخلة للأخت سميريلي أكدت فيها أن الحرب ليست تلك التي تُخاض بالأسلحة وحسب، لافتة إلى حرب من نوع آخر يخوضها الناس منذ زمن بعيد ضد الطبيعة وكوكب الأرض وباقي الكائنات الحية. وأكدت أن الصراعات المسلحة تشوه وجه الرجال والنساء وتنال من كرامتهم، مذكرة بأن الشبان، الذين هم في صلب رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للسلام، يناضلون اليوم من أجل إنقاذ كوكب الأرض من هذه الحرب العبثية التي تشنها منظومتنا الاقتصادية ضد البيئة الطبيعية. ولفتت إلى أن الحبر الأعظم يقف إلى جانب هؤلاء الشبان والشابات، مشيدة بالعمل الدؤوب الذي يقوم به هؤلاء، منذ سنتين، في إطار المشروع المعروف باسم Economy of Francesco، أو "اقتصاد فرنسيس"، إذ يقدمون حلولا ويسعون إلى إقامة تحالفات. بعدها أكدت المسؤولة الفاتيكانية أن العمل، الذي تأثر بسبب جائحة كوفيد ١٩، بات اليوم في صلب المسألة الاجتماعية. ولهذا السبب – تابعت تقول – أطلقت الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، وبالتعاون مع "لجنة كوفيد ١٩"، ودوائر فاتيكانية أخرى، (أطلقت) مشروعاً بعنوان "عمل من أجل الجميع"، سيشكل مناسبة هامة للإصغاء إلى جميع الأشخاص الباحثين عن حلول خلاقة للمشاكل المرتبطة بعالم العمل، في مختلف البيئات والمجالات. وأوضحت أن المشروع هو عبارة عن إصغاء، وتمييز ومشاركة من أجل توفير الظروف الملائمة لإحداث تغيير ما، لافتة إلى أن الرعاية بالأشخاص تشكل اليوم التحدي الأكبر في وجه الاستدامة البشرية والروحية. وحذرت من مغبة ترك الأشخاص رهينة الأسواق، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى ارتفاع عدد المقصيين والمهمشين في المجتمع، كما لا بد أن ترتكز هذه الرعاية إلى المجانية، وأن تكون تعبيراً عن مبدأ الأخوّة. من جانبه أكد الأب فابيو بادجو، نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية، أن الحكّام الذين يفكرون في حل المشاكل من خلال الصراعات المسلحة ينتمون إلى الماضي لا إلى المستقبل، معتبرا أن السلام يُبنى من خلال إنشاء هيكلية تتلاءم مع التحديات المعاصرة. ولم تخل كلمة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى ضرورة قيام تواصل صادق وخصب بين الأجيال القديمة والجديدة، مع تعزيز الحوار بين الثقافات والتربية التي تضمن الحرية والمسؤولية، وتوفير فرص العمل. |