الكاردينال غامبيتي يدعو العاملين في حقل التواصل إلى الاقتداء بمثل العذراء مريم
تخللت الاحتفال الديني عظة لنيافته أكد فيها أن التواصل، في إطار المهنة التي يقوم بها موظفو الدائرة الفاتيكانية المذكورة، يعني في نهاية المطاف نقل الوقائع كما هي بعيدا عن المواقف والآراء الشخصية. وانطلق الكاردينال غامبيتي من رواية البشارة التي يحدثنا عنها إنجيل القديس لوقا البشير، وقال إن الميلاد يمكن أن يكون عيدا من الأنوار والهدايا والولائم، أو باستطاعته أيضا أن يكون مناسبة لتجديد الروابط العائلية، وإعادة اكتشاف المشاعر حيال الأشخاص القريبين منا والحنان باسم طفل هو صورة الحياة التي تولد في كل مكان وزمان. كما أن الميلاد، مضى يقول، يمكن أن يكون حدثا يغيّر مصير البشرية، والتاريخ الشخصي لكل فرد يلتقي بسر الحياة التي تولد من الله الظاهر بالطفل يسوع، كما في الإفخارستية أيضا. تابع الكاردينال غامبيتي عظته مشددا على ضرورة أن نقوم اليوم بدور الوسيط، كي يُفهم عيد الميلاد من هذا المنظار، فلا بد أن نتصرف على غرار مريم ويوسف والملائكة والرعاة والنجم، كي ننقل إلى الآخرين معنى هذا الحدث الفريد. ولكي نُخبر الآخرين عن عيد الميلاد، لا بد أن نتعرف عليه نحن في المقام الأول، ومن المنظار البيبلي، ولا بد أن نختبره، ونفهم معاني هذا الحدث. بعدها انتقل نائب البابا العام على دولة حاضرة الفاتيكان إلى الحديث عن الصفات والمواقف التي ينبغي أن يتمتع بها من يعمل في حقل التواصل. إذ يجب ألا ينغلق على ذاته حيال وقائع الأمور، بل عليه أن يكون على غرار العذراء مريم، التي كانت تتمتع بقلب منفتح على مفاجآت الله، وهذا القلب هو ثمرة لرغبة حية في معرفة الحقيقة، والحياة والمحبة. وهذا الأمر تطلب الاستسلام لهذا الحدث، والوحي، والسعي إلى فهم معنى الحقيقة، والطاعة لها وخدمتها ونقلها للآخرين. وأكد نيافته في هذا السياق أن التواصل الجيد يتطلب منا أن نكون مثل مريم، كي نعيش الميلاد بملئه، وكي نخبر الآخرين عنه في حياتنا اليومية والبيئة العائلية ولاسيما من خلال وسائل الإعلام والتواصل. في ختام عظته شاء الكاردينال غامبيتي أن يعبر عن امتنانه الكبير على النشاط الذي يقوم به موظفو دائرة الاتصالات الذين يعملون بحكمة وحماسة، وشكرهم على ذلك باسم الكنيسة الجامعة وباسم البابا فرنسيس. |