بحث

الكاردينال شيرني يقول إن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى تعزيز حوكمة عالمية بشأن الهجرة الكاردينال شيرني يقول إن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى تعزيز حوكمة عالمية بشأن الهجرة 

الكاردينال شيرني يقول إن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى تعزيز حوكمة عالمية بشأن الهجرة

شارك نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني في الاحتفال لمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لتأسيس مركز أستالي التابع للآباء اليسوعيين والمعني بمساعدة اللاجئين.

تخللت الاحتفال مداخلة لنيافته استهلها مشيرا إلى أن الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيس المركز يتزامن هذه السنة مع الذكرى المئوية الخامسة لارتداد القديس أغناطيوس دي لويولا، الذي وبعد أن تعرض لإصابة بالغة في بامبلونا بدأ مسيرته كحاج يقوده الروح القدس. وبدا أن إصابته في المعركة أفشلت أحلامه للمستقبل، بيد أن الله كان قد أعد له حلما آخر. 

بعدها قال الكاردينال شيرني إن العالم يواجه اليوم جائحة أحدثت جرحاً في جسم الإنسانية برمتها، وأظهرت لنا الاتجاه الذي يسير فيه عالمنا. ولفت إلى أن هذا الحدث يمكن أن يساعدنا على التغيير، تماما كما حصل مع القديس أغناطيوس، إذ باستطاعة الجائحة أن تكون مناسبة لارتداد قلب الإنسانية وقلب كل واحد منا. وأضاف أنه خلال تلك الأزمة لمسنا لمس اليد  نتيجة الخيارات والأفعال التي قمنا بها ومدى انعكاسها على حياة أشخاص يعيشون بعيداً عنا، ربما في قارات أخرى. وبغية تغيير هذه المعادلة ثمة حاجة إلى تبديل أنماط الحياة وتحمل المسؤوليات. 

هذا ثم توقف نيافته عند الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أبصر النور بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أهينت الكرامة البشرية في العمق. وجاء الإعلانُ هذا نتيجة التزام الشعوب والأمم في الحيلولة دون تكرار ما حصل. وسلط الكاردينال شيرني الضوء على ما كتبه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti، عندما أشار إلى التناقضات العديدة في مجتمعاتنا المعاصرة التي تحملنا على التساؤل ما إذا كان البشر فعلا متساوين في الكرامة، وما إذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يُحترم اليوم بعد سبعين سنة على صدوره. 

لم تخل مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الحديث عن أوضاع المهاجرين واللاجئين قائلا إن هؤلاء اختبروا بأنفسهم تحوّل حقوق الجميع إلى امتيازات للبعض. ولفت إلى وجود أمثلة كثيرة على ذلك، شأن أوضاع اللاجئين الذين يُطردون على الحدود المكسيكية، وأولئك الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، فضلا عن المهجرين في أفريقيا، وضحايا اضطهاد الأقليات العرقية في آسيا وأمريكا اللاتينية. وقال إنه لا يسعنا أن نقف غير مبالين حيال ما يجري في عالمنا. 

تابع نيافته مؤكدا أن هذا الزمن الذي نعيشه هو زمن التمييز، كما يمكن أن يولّد هذا الجرح ارتداداً وتغييرا في أنماط الحياة، لكن ينبغي ألا نصم الآذان أمام الروح القدس. وذكّر في هذا السياق بأن الخطوات التي قام بها القديس أغناطيوس دي لويولا على أثر حادثة بامبلونا، قادها الروح القدس، الذي استسلم له اغناطيوس الحاج من خلال تمييز عرف كيف يطبقه في حياته، وبواسطة مسيرة ساعدته على الخروج من ذاته وعلى وضع المسيح في المحور. وأضاف الكاردينال شيرني أن هذا ما فعله أيضا الرئيس العام الأسبق للرهبنة اليسوعية الأب أروبيه عندما قرر إنشاء "الخدمة اليسوعية للاجئين" ومركز أستالي، في العام ١٩٨١، معتبرا أن هذا الأمر يتمتع بأهمية كبيرة لأنه نمط جديد من الرسالة ويعود بالفائدة الروحية على الرهبنة اليسوعية. 

مضى الكاردينال شيرني إلى القول إن الروح القدس رفع صوته، على مدى العقود الأربعة الماضية، من خلال حياة نساء ورجال جُرحوا في كرامتهم، هربوا من الصراعات المسلحة والتغير المناخي وأوضاع الفقر. وقد شاء الأب أروبيه أن ترافقهم الرهبنة اليسوعية، واستفاد من الإرادة الصالحة للعديد من الرجال والنساء الذين ساعدوا المحتاجين من خلال مركز أستالي. 

في ختام مداخلته أكد نيافته أن مستقبل الإنسانية يمر عبر الاندماج الاجتماعي للمهاجرين، وإقامة حوار وبناء السلام والعدالة وهذا الأمر يتطلب منا أن نسير معا، مشيرا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تسعى إلى تعزيز حوكمة عالمية بشأن الهجرة على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية.

16 نوفمبر 2021, 11:34