مداخلة المطران غالاغير في حوار الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الطاقة
نظمت الأمم المتحدة الجمعة ٢٤ أيلول سبتمبر حوارا رفيع المستوى حول الطاقة، وتحدث فيه باسم الكرسي الرسولي المطران بول ريتشارد غالاغير أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول فأشار في البداية إلى الحاجة الملحة إلى تطبيق الهدف السابع للتنمية المستدامة: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة. وذكَّر في هذا السياق بأن هناك في عالم اليوم ٧٥٩ مليون شخص لا تتوفر لديهم الطاقة الكهربائية، وأضاف أن تنفيذ هدف التنمية المستدامة الخاص بالطاقة يتطلب توفير الأنظمة الكهربائية على الأصعدة المحلية وإمداد الجماعات ببنى تحتية مستمرة. وشدد في حديثه على ضرورة احترام الثقافات المحلية وقدرة الجماعات على إدارة موارد الطاقة والحفاظ عليها، وذلك لتفادي التبعية لشبكات الطاقة الكبيرة. ويتوقف الحصول على الطاقة، حسب ما ذكَّر أمين السر، على توفرها بأسعار مقبولة، وأضاف أن الفقراء بما في ذلك مَن هم على هامش المجتمع في الدول النامية غالبا ما لا يتمكنون من ضمان الحصول على الطاقة اللازمة للحياة اليومية. هناك حاجة بالتالي إلى أسعار مقبولة وتطبيقات أخلاقية وتقديم المساعدات لمن هم أكثر فقرا.
تطرق المطران غالاغير من جهة أخرى إلى ضرورة أن تأخذ الجهود الجماعية لضمان حصول الجميع على الكهرباء بعين الاعتبار التبعات على البيئة، مذكرا بالأضرار التي يُلحقها استخراج وتحويل ونقل واستهلاك الوقود الأحفوري والطاقة النووية بالهواء والمياه والأراضي والأنظمة البيئية والمناخ. وأضاف أن هذه التبعات يتضرر منها بشكل أكبر الفقراء ومَن يعيشون في أوضاع ضعف، ويؤدي هذا إلى اضطرابات اجتماعية وتبعات صحية سلبية، نزاعات وانتهاك للكثير من الحقوق الإنسانية، هذا إلى جانب تأثير التغيرات المناخية على قطاع الزراعة وتَسببها في تفاقم غياب الأمن المائي وشح المياه. تزيد هذه التغيرات أيضا من احتمال التعرض إلى أحداث مناخية قصوى، كما تدمر وسائل المعيشة وتجبر الكثير من الأشخاص على الهجرة.
شدد أمين السر للعلاقات مع الدول في حديثه بعد ذلك على الحاجة إلى إنتاج وإدارة واستهلاك للطاقة بفعالية وسلمية، وأشار إلى أن إنتاج بضائع منخفضة الجودة أو تُستخدم لمرة واحدة، وغير ذلك من استراتيجيات تجارية تشكل هدرا للطاقة، هي أحد أشكال ثقافة الإلقاء، وعلى كبار مستهلكي الطاقة بالتالي واجب إعادة النظر في التأثير على مَن لا يتمكنون بعد من العيش بشكل جدير بكرامتهم البشرية.
وختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير مداخلته في الحوار رفيع المستوى حول الطاقة، الذي نظمته الأمم المتحدة في ٢٤ أيلول سبتمبر، واصفا التحول إلى الطاقة النظيفة بواجب علينا إزاء الملايين من الأخوة والأخوات عبر العالم، وخاصة الفقراء بما في ذلك الأجيال التي ستأتي بعدنا. وذكَّر هنا بحديث البابا فرنسيس عن حاجة الحضارة إلى الطاقة، إلا أن استخدام الطاقة لا يمكنه أن يدمر الحضارة.