بحث

رسالة الكاردينال توركسون بمناسبة أحد البحر رسالة الكاردينال توركسون بمناسبة أحد البحر  

رسالة الكاردينال توركسون بمناسبة أحد البحر

"نوكل إلى العذراء مريم نجمة البحر، رفاهية البحارة والتزام المرشدين والمتطوّعين وتفانيهم ونرفع إليها صلاتنا لكي تواصل في حمايتنا جميعًا من كل خطر ولاسيما من وباء فيروس الكورونا" هذا ما كتبه الكاردينال بيتر توركسون في رسالته بمناسبة أحد البحر

بمناسبة أحد البحر الذي يُحتفل به هذا العام في الحادي عشر من تموز يوليو الجاري وجّه عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون رسالة كتب فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في المسيح أعزائي المرشدين والمتطوعين والأصدقاء والداعمين لـ "Stella Maris"، هذا هو الأحد الثاني للبحر الذي نحتفل به في سياق جائحة فيروس الكورونا. لقد توقف العالم، لكن السفن لم تتوقف أبدًا عن حمل المعدات الطبية والأدوية الضرورية لدعم مكافحة انتشار الفيروس من ميناء إلى آخر. نشكر البحارة على عملهم. ويتحول امتناننا إلى صلاة لكي يمنحهم الرب القوّة في لحظات الضعف، والوحدة في التنوع، والملاحة الآمنة والهادئة، وسعادة لم الشمل مع الأحباء مع انتهاء عقود العمل.

تابع الكاردينال بيتر توركسون يقول انطلاقًا من هذا الوباء، نود أن ندعو الصناعة البحرية إلى تعلم كيفية التصرف بطريقة موحدة من خلال تسهيل تغييرات الطاقم واللقاحات وتعزيز تنفيذ المعايير الدولية لحماية حقوق الإنسان والعمل للبحارة. كذلك ندعو مالكي السفن وشركات الإدارة والوكلاء والقائمين على التوظيف لكي يعتبروا أفراد الطاقم أكثر من مجرد "قوة عاملة" وأن يتذكروا أنهم كائنات بشريّة. كما نحث على تطوير ممارسات عمل تقوم على كرامة الإنسان بدلاً من الربح، وتحرص على توفير كل ما هو ضروري من أجل تحسين الرفاهية العقلية والجسدية والروحية للبحارة.

أضاف عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة يقول منذ كانون الثاني يناير عام ٢٠٢١، تم الإبلاغ عن ٣٨ عمل قرصنة، وفي حين أن الأعمال المبلَّغ عنها قد تكون قد انخفضت، لكن العنف ضد الطاقم لا تزال في ازدياد. إنها علامات مُحبطة لهشاشة الصناعة البحرية، التي قد امتحنها الوباء. يحق للبحارة أن يقوموا بعملهم دون التعرض لخطر الاختطاف أو الإصابة أو حتى القتل. كذلك، بالإضافة إلى تعطيل الاقتصاد العالمي تضع القرصنة هؤلاء العمال وعائلاتهم تحت ضغط كبير مع التهديد المستمر بالمخاطر والأخطار. لذلك نطالب جميع الحكومات والمنظمات الدولية بإيجاد حلول دائمة لآفة القرصنة، وأن تُدرك الحاجة إلى معالجة المشكلة الأساسية المتمثلة في عدم المساواة في توزيع السلع بين الدول واستغلال الموارد الطبيعية. كذلك، يجب على مالكي السفن اتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لضمان سلامة لا السفن وحمولاتها وحسب وإنما وبشكل خاص البحارة أيضًا.

تابع الكاردينال بيتر توركسون يقول لقد أفاد الاتحاد الدولي لعمال النقل عن مضاعفة عدد السفن المهجورة، من ٤٠ سفينة في عام ٢٠١٩ إلى ٨٥ سفينة في عام ٢٠٢٠ وبالتالي لمنع العواقب المأساوية للهجر في البحر، نطالب بالتنفيذ الكامل للالتزامات الجديدة بموجب اتفاقية العمل البحري، التي تمَّ اعتمادها في عام ٢٠١٤ ودخلت حيز التنفيذ في عام ٢٠١٧. وبالتالي على مالكي السفن أن يكون لديهم تأمين إجباري لتغطية الهجر في البحر، من أجل دفع النفقات بما في ذلك الغذاء ومياه الشرب والعلاج الطبي وتكاليف الإعادة إلى الوطن.

أضاف عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة يقول إن عدد تحطّم السفن والحوادث البحرية آخذ في التناقص، ولكن حتى حادثة واحدة تكون كبيرة، لا سيما عندما يتعرض البحارة للإصابة أو يموتون أو يكونون في عداد المفقودين في البحر أو يتم تجريمهم ظلماً واحتجازهم إلى أجل غير مسمى. تحدث هذه الكوارث أحيانًا بسبب قوى الطبيعة، ولكن هناك حالات كثيرة جدًا من الإهمال من جانب الذين يفضلون الربح على الأمن. كل مأساة تخلق اليأس في العائلات، وتَترك الأطفال بدون آباء ولا يوجد مكان لوضع زهرة والصلاة.

ولذلك تابع الكاردينال بيتر توركسون يقول نرفع صلاتنا إلى العذراء مريم نجمة البحر لكي ترافق إلى ميناء السماء الآمن جميع الذين فارقونا وتعطي التعزية لعائلاتهم وأصدقائهم. كما ونصلّي أيضًا من أجل جميع المرشدين والمتطوّعين في "Stella Maris"، لكي يستمرّوا في كونهم رسلاً أمناء لرسالة إعلان الإنجيل ويظهروا وجه الكنيسة المتنبهة التي تستقبل وتقترب من هذا الجزء من شعب الله ولكي يجيبوا بدون تردد على البحارة الذين ينتظرون على متن السفن لكي يشعروا بأنهم جزء فعال من الجماعة.

وختم عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة رسالته بمناسبة أحد البحر بالقول نوكل إلى العذراء مريم نجمة البحر، رفاهية البحارة والتزام المرشدين والمتطوّعين وتفانيهم ونرفع إليها صلاتنا لكي تواصل في حمايتنا جميعًا من كل خطر ولاسيما من وباء فيروس الكورونا.

 

 

 

 

 

07 يوليو 2021, 08:51