الكاردينال بارولين يؤكد أن الكرسي الرسولي يعارض مواقف انعدام التسامح والكراهية
أوضح المسؤول الفاتيكاني في حديثه الصحفي، بعد عودته من المكسيك، أن الكرسي الرسولي لم يتقدّم بأي طلب بشأن إيقاف مشروع القانون، كما لم يمارس أي ضغوط على المجلس التشريعي الإيطالي، لكنه أبدى المخاوف حيال تفسير بعض المواد الواردة في هذا القانون. وتقرر التعبير عن هذه المخاوف من خلال القنوات الدبلوماسية. ولفت إلى أن المخاوف تنبع من إمكانية سوء تفسير بعض المفاهيم المبهمة والفضفاضة، وهذا الأمر يساهم في تحديد ما هو جنحة أو لا. وقال نيافته إن مفهوم التمييز يبقى مبهماً في الكثير من الحالات، وبالتالي ثمة خطر من معاقبة بعض المواقف المختلفة باعتبار أنها تشكل خرقا للقانون، ومن بينها الإصرار على التمييز بين الرجل والمرأة. بعدها أوضح الكاردينال بارولين أن تدخل الكرسي الرسولي، عن طريق المذكرة الشفهية التي وُجهت إلى سفير إيطاليا، جاء "وقائياً"، في وقت ما يزال فيه مشروع القانون مطروحا على طاولة النقاش في البرلمان الإيطالي، مع أن شطراً كبيراً من المجلس التشريعي وافق على مشروع القانون. وكان لا بد من التدخل والتعبير عن هذا الموقف قبل فوات الأوان، أي قبل صدور القانون. كما أن الكرسي الرسولي لم يشأ أن يُعتبر مذنباً لالتزامه الصمت. تعليقا على اتهام الكرسي الرسولي بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيطالية، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن الدولة الإيطالية هي علمانيةٌ، لا طائفية، كما ذكّر رئيس مجلس الوزراء. وأضاف نيافته أنه يتّفق تماما مع ما قاله الرئيس ماريو دراغي، بشأن علمانية الدولة وسيادة البرلمان الإيطالي، ولهذا السبب بالذات تقرر توجيه مذكرة شفهية، التي هي أداة الحوار في العلاقات الدولية. ولفت الكاردينال بارولين إلى أنه ثمّن أيضا دعوة رئيس الحكومة إلى احترام المبادئ الدستورية والالتزامات الدولية، وذكّر نيافته بأن الكرسي الرسولي أقدم على هذه الخطوة في إطار التعاون الوفي وروابط الصداقة التي تميز العلاقات مع الدولة الإيطالية. هذا ثم ذكّر المسؤول الفاتيكاني في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني بأن مجلس أساقفة إيطاليا عبر عن معارضته لمشروع القانون، وقد أصدر بيانين بهذا الشأن، كما أن صحيفة "أفينيريه" تابعت النقاش باهتمام كبير. ومع ذلك لم يطالب الأساقفة الإيطاليون بإيقاف مشروع القانون، بل اقترحوا إدخال بعض التعديلات عليه، وهذا ما فعله أيضا الكرسي الرسولي، لأن النقاش أمر مشروع دائما. |