الكاردينال ساندري يترأس احتفالا ليتورجيا للصلاة من أجل راحة نفس البطريرك غبرويان الكاردينال ساندري يترأس احتفالا ليتورجيا للصلاة من أجل راحة نفس البطريرك غبرويان 

الكاردينال ساندري يترأس احتفالا ليتورجيا للصلاة من أجل راحة نفس البطريرك غبرويان

ترأس عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري احتفالا ليتورجيا بحسب الطقس الأرمني، وذلك في المقر العام للراهبات الأرمنيات لسيدة الحبل بلاد دنس في روما، رُفعت خلاله الصلاة لراحة نفس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك كريكور بدروس العشرين غبرويان، والذي تم الاحتفال بمراسم تشييعه في لبنان.

تخللت الاحتفال الديني – الذي جرى بحضور عدد كبير من المسؤولين الكنسيين والمدنيين وأبناء الجالية الأرمنية في روما – تخللته عظة للكاردينال ساندري قال فيها إنه بعد مرور أسبوع على مراسم التشييع في لبنان تلتقي اليوم الجالية الأرمنية الكاثوليكية في روما للصلاة من أجل راحة نفس البطريرك الراحل، ويتزامن الاحتفال مع الذكرى الليتورجية – بحسب الروزنامة الأرمنية – لخروج القديس غريغريوس المنوِّر من البئر، أي تحريره بعد ثلاث عشرة سنة من الاعتقال. وقد مهد هذا الحدث لنيل الملك ومعه أرمينيا كلها سر العماد فصارت أول أمة مسيحية.

بعدها توقف نيافته عند الوعد الذي قطعه الرب يسوع على تلاميذه إذ قال لمن قرروا اتّباعه إنهم سينالون مائة ضعف، وسيحصلون على الحياة الأبدية. ولفت إلى أن الصلاة المسيحية التي نرفعها اليوم تنطبق أيضا على رعاة الكنيسة، قائلا: نوكل إلى الله الكلي المراحم نفس أخينا الراحل، طالبين الرحمة من أجله ومتذكّرين التضحيات التي قام بها ككاهن وكأسقف، إذ كرس نفسه بالكامل لخدمة الشعب الموكل إليه، سائلين الله أن يقوده إلى أخداره السماوية.

هذا ثم لفت الكاردينال ساندري إلى المراحل الأخيرة التي طبعت حياة البطريرك غبرويان الأرضية، عندما كان يعاني من المرض وترهّل قواه البدنية. وشبه معناته بمعاناة المصلوب الذي استسلم له الراحل بالكامل وأوكل إليه أيضا كنيسة بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، التي دار شؤونها طيلة ست سنوات، واضعاً إياها بين يدي الآب. وقال نيافته إنه يرفع الشكر لله على هذه الشهادة التي قدّمها الراحل، لأنه ليس من السهل أن يعيش الإنسان أوضاعا من الألم والمرض بروح الاتكال على الله. واعتبر ساندري أن آلام البطريرك اقترنت بآلآم الشعب الأرمني، كما أيضا بآلام كل من سورية ولبنان، البلدين اللذين ذاقا طعم الحروب والعنف وانعدام الاستقرار، وأخيرا الجائحة.

تابع عميد مجمع الكنائس الشرقية عظته متوقفا عند الرسالة إلى العبرانيين التي تدعونا للإصغاء إلى ذوي المناصب في الكنيسة، وهم "رؤساء" بقدر ما يدلّون على من هو وحده "راعي الخراف، الرب يسوع المسيح". واعتبر نيافته أنه من الأهمية بمكان أن نتذكّر الأفعال والأقوال التي دلّنا من خلالها البطريرك الراحل إلى المسيح، وطبعت الحياة الشخصية لكل واحد منا. وأشار ساندري إلى أنه يود أن يرفع الشكر لله وللبطريرك غبرويان. وتذكر عزيمة الراحل وإصراره على نشر فكر وأعمال القديس غريغوريوس ناريك. وقد أفضت جهود سلفه البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر في إعلان هذا القديس ملفانا في الكنيسة، فيما سعى غبرويان إلى نشر نصوص هذا القديس الكبير، أقله باللغة الفرنسية.

بعدها شدد نيافته على ضرورة الإصغاء باستمرار إلى صوت الروح القدس الذي يدعو إلى اختيار بطريرك آخر يحل مكان الراحل ويتابع المسيرة من بعده. وقال ساندري – في هذا السياق – إن الجميع يتحدون روحيا مع رئيس الأساقفة مارياتي، المدبر البطريركي، والذي يقوم، بالتعاون مع السينودس الدائم، بدعوة أساقفة الكنيسة الأرمنية الكاثوليك إلى انتخاب بطريرك جديد. وأضاف نيافته أنه يصلي كي يقع الاختيار على شخص بحسب قلب الله، قادر على الارتقاء بقلوب المؤمنين نحو الرب، على غرار العديد من القديسين الأرمن على مر العصور، وصولا إلى الأعداد الكبيرة من شهداء القرن العشرين. وتمنى أن يتمكن خلفُ الراحل من الحفاظ على قطيع المؤمنين ومن تثمين الموارد الاستثنائية التي تتمتع بها الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. وبهذه الطريقة نستطيع نحن أيضا – على غرار غريغوريوس المنوّر – الخروج من البئر، الذي نسقط فيه أحيانا من تلقاء أنفسنا. وتمنى في الختام أن تكون الحمامات التي أطلقها البابا فرنسيس في سماء أرمينيا مع البطريرك كاراكين الثاني علامة للروح القدس الذي يدعونا لإعادة تثمين كنيستنا الحبيبة.

06 يونيو 2021, 12:45