الدهشة والعبادة والسينودس الدهشة والعبادة والسينودس  

الدهشة والعبادة والسينودس

إفتتاحيّة مدير التحرير في إذاعة الفاتيكان أندريا تورنيلّي في ضوء الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة التي ستُعقد في تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠٢۳ في الفاتيكان

في إطار الاستعدادات الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة التي ستُعقد في تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠٢۳ في الفاتيكان نشر مدير التحرير في إذاعة الفاتيكان أندريا تورنيلّي افتتاحية كتب فيها "إذا غابت الدهشة والعبادة، لا وجود لدرب تقودنا إلى الرب. ولن يكون هناك سينودس... ". إنها جملة أُضافها الأب الاقدس بشكل عفوي إلى عظة القداس بمناسبة عيد جسد المسيح ودمه الأقدسين تقول الكثير عن الطريقة التي ينظر بها البابا إلى "العملية" التي يجب أن تُطلق من أجل السينودس القادم وإلى المسارات السينودسية القائمة. وهي تقول كل شيء عن مصدر كل مسيرة كنسية أصيلة. لأنه، كما قال البابا فرنسيس في العظة عينها، "من الضروري أن نخرج من غرفة "الأنا" الصغيرة وندخل في الفسحة الكبيرة للدهشة والعبادة. ونحن نفتقر لهذا الأمر كثيرا! نحن نفتقر لهذا الأمر في العديد من الحركات التي نقوم بها لكي نلتقي ببعضنا البعض، ونجتمع ونفكّر معًا في العمل الراعوي".
تابع مدير التحرير في إذاعة الفاتيكان يقول في مذكرة نُشرت على مجلّة La Civiltà Cattolica في أيلول (سبتمبر) الماضي، كشف البابا فرنسيس عن الحكم الذي توصل إليه بشأن طريقة معينة للتعامل مع السؤال القديم "viri probati" والاقتراح بمنح السيامة الكهنوتية للرجال المتزوجين الذي ظهر في الجمعية العامة لسينودس الأساقفة حول منطقة الأمازون: "كان هناك نقاش… نقاش ثري… نقاش له أساسات جيّدة، لكن لم يكن هناك أيَّ تمييز، وهو أمر يختلف عن التوصل إلى إجماع جيد ومبرر أو أغلبية نسبية. علينا أن نفهم أن السينودس هو أكثر من برلمان. وفي هذه الحالة بالذات لم يكن بإمكانه الهروب من هذه الديناميكية. حول هذا الموضوع كان البرلمان غنيًا ومنتجًا وحتى ضروريًا؛ لكن ليس أكثر من هذا".
أضاف مدير التحرير في إذاعة الفاتيكان يقول بدون الدهشة (التي تتمُّ بواسطة النعمة ليس بالفرض بالتأكيد) وبدون العبادة (وهي أيضًا نتيجة لا يمكن اعتبارها كأمر مسلم به)، تصبح الكنيسة دنيوية وينتهي بها الأمر إلى تبني فئات سياسية وأيديولوجية. وهكذا، لا يكون رائدًا، الشخص الذي بدونه لا يمكننا فعل أي شيء، وإنما الاستراتيجيات والتكتيكات والألعاب النارية للتسويق عبر الاتصالات ومجموعات الضغط والاتحادات مع أجنداتها الخاصة، والتي تتعارض ربما، ولكنّها تتّحد بغياب الشركة. إنه تشويه في بعض النواحي أكثر خطورة من العديد من "الجراح" والخطايا الأخرى، لأنه يفرغ ويجفف ديناميكيات الحياة الكنسية من الداخل، تاركًا في المقدمة عدم الإصغاء إلى الروح القدس وإنما مشاريعنا وفعّاليّة هيكلياتنا وخططنا الإصلاحية. خطر يحذرنا منه خليفة بطرس منذ بعض الوقت. كما فعل مؤخرًا في عظته في عيد العنصرة، عندما ذكر أن البارقليط "يبحث عن الأشخاص بكلِّيتهم"، وليس كجزء. إنَّ الروح القدس لا يصوغ أفرادًا منغلقين، بل يؤسسنا ككنيسة في مجموعة متنوعة من المواهب، في وحدة لا تُصبح أبدًا تطابقًا. إنَّ البارقليط يؤكِّد أولوية الأشخاص بكلِّيتهم. وبشكل عام، يعزّز الروح القدس العمل في الجماعة ويحمل الحداثة. لننظر إلى الرسل. لقد كانوا مختلفين جدًّا: من بينهم، على سبيل المثال، كان هناك متى، عشار كان يتعاون مع الرومان، وسمعان، المسمى "الغيور"، الذي كان يعارضهم. كانت هناك أفكار سياسية متعارضة، ووجهات نظر مختلفة للعالم. لكن عندما نالوا الروح، تعلّموا ألا يعطوا الأولوية لآرائهم البشرية، وإنما إلى الله ككل. واليوم، إذا أصغينا إلى الروح القدس، فلن نركز على المحافظين والتقدميين، والتقليديين والمُجدِّدين، اليمين واليسار: إذا كانت هذه هي المعايير، فهذا يعني أن الكنيسة قد نسيت الروح القدس. إنَّ البارقليط يدفع إلى الوحدة والوئام والتناغم في التنوع. هو يظهر لنا أعضاء الجسد عينه، إخوة وأخوات فيما بيننا.
وختم مدير التحرير في إذاعة الفاتيكان أندريا تورنييّلي إفتتاحيّته بالقول وبالتالي قال أسقف روما في عظته مترئسًا القداس الغلهي يوم الأحد الماضي إذا غابت الدهشة والعبادة وإذا غاب الإصغاء للروح القدس وأولوية الأشخاص بكلِّيتهم فلن يكون هناك سينودس، وإنما مجرد اجتماع برلمان.
 

08 يونيو 2021, 14:55