نائب أمين سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة يتحدث عن العمال المهاجرين في أوروبا نائب أمين سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة يتحدث عن العمال المهاجرين في أوروبا  

نائب أمين سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة يتحدث عن العمال المهاجرين في أوروبا

"من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية من أجل العمل". شكل هذا الموضوع محور مؤتمر عبر الإنترنت هدف إلى تعزيز تضامن اجتماعي جديد حيال جميع العاملين الذين يشكلون جزءا لا يتجزّأ من الحياة الاقتصادية اليومية في القارة القديمة، لكن لا يتمتعون بأي حماية قانونية.

تباحث المؤتمرون في الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال الأوكرانيون في الحقول الزراعية بإسبانيا، والعاملون الرومانيون في مصانع اللحوم في ألمانيا، فضلا عن النساء السلوفاكيات، التشيكيات والمجريات اللواتي يعتنين بالمسنين والعائلات في النمسا. يقول المنظمون إن هذه هي بعض الأمثلة على هؤلاء العمال "غير المرئيين"، ما يعني أن قسما كبيراً من هؤلاء يتعرضون لشتى أنواع الاستغلال، لاسيما على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، كما يفتقرون إلى حقوقهم الرئيسة، وهم بأمس الحاجة لمن يدافع عن كرامتهم كأشخاص، ويضمن لهم ظروفا تحترمهم كعمال أجانب. وتم التباحث خلال المؤتمر الذي عُقد يوم أمس الجمعة في سبل التقدم بمقترحات ملموسة ترمي إلى تحسين أوضاع هؤلاء الأشخاص، من خلال إطلاق تضامن اجتماعي جديد في أوروبا. وشارك في الأعمال قادة كنسيون وممثلون عن مختلف الجمعيات والمؤسسات، فضلا عن مسؤولين في المؤسسات الأوروبية، ونقابيين وأرباب العمل.

لمناسبة انعقاد هذا المؤتمر أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأب فابيو بادجو نائب أمين سر الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الذي شدد على ضرورة البدء في النظر في الظروف القانونية وغير القانونية التي يعيش فيها هؤلاء العمال، لافتا إلى أهمية العمل من أجل مساعدة هؤلاء على الخروج من وضعهم "غير المرئي". كما لا بد من توعية الرأي العام الأوروبي على مصير العمال المهاجرين بصورة عامة. وأكد أن التزام الكنيسة الكاثوليكية يتمثل في توفير المساعدة لهؤلاء، بدون أي تمييز يستند إلى معتقداتهم الدينية.

ولفت المسؤول الفاتيكاني إلى ضرورة العمل على مستوى آخر، ألا وهو مستوى السياسات المحلية والوطنية، ومن هذا المنطلق يُمكن أن تُسمِع الكنائس المحلية صوتها، الذي هو صوت من هو مطلع على هذه المسائل عن كثب. كما ينبغي التدخل أيضا على صعيد سوق العمل ككل، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق الجماعة الدولية، وتكتسب أهمية كبرى على الرغم من صعوبتها.

وأضاف الأب بادجو أنه بغية التوصل إلى نتائج ملموسة على هذا الصعيد لا بد من التنبّه إلى الحقوق التي غالبا ما تُداس، بغية تغيير مسار الأمور. وأشار إلى أنه غالبا ما يُسلط الضوء على النواحي السلبية للهجرة، ولا تؤخذ في عين الاعتبار تلك الإيجابية، والتي ظهرت بفضل العديد من الدراسات العلمية والاقتصادية التي دلّت بوضوح على الإسهام الذي يقدمه المهاجرون ضمن اقتصادات البلدان المضيفة.

وتخللت الأعمال مداخلات تطرقت إلى العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية التي ينبغي أن تؤخذ في عين الاعتبار نظراً لأهميتها فيما يتعلق بالعمال المهاجرين "غير المرئيين". كما أن هذا الالتزام ينبع من القناعة في تعزيز التضامن بين شطري القارة الأوروبية – الغربي والشرقي – من أجل التوصل لاحقا إلى تعايش بين شعوب البلدان الأوروبية كافة لا يؤدي في نهاية المطاف إلى استغلال العمال المهاجرين. وقد أشار بعض الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر إلى غياب دراسات محددة وكميّةٍ حول المهاجرين، مؤكدين أن هؤلاء العمال يُقدَّمون في سياقات فردية لبعض الحالات التي يطلع عليها الرأي العام، من خلال شبكة الإرنترنت، أو النشرات الإخبارية. وهذا الأمر ليس كافيا من أجل تكوين صورة واضحة عن هذه الظاهرة.

22 مايو 2021, 15:15