بحث

مائة عام من العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي. المطران غالاغير: دبلوماسية الفاتيكان في خدمة الكنيسة والإنسان مائة عام من العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي. المطران غالاغير: دبلوماسية الفاتيكان في خدمة الكنيسة والإنسان  

مائة عام من العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي. المطران غالاغير: دبلوماسية الفاتيكان في خدمة الكنيسة والإنسان

في أساس الدبلوماسية البابوية، هناك "الرابط غير القابل للإنحلال بين الكنيسة والبشريّة" والقيم التي تدافع عنها وتتبعها "كانت دائمًا حاضرة في علاقاتها مع الدول" هذا ما قاله أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير، الذي تحدث في جامعة الـ "Lumsa" خلال تقديم الكتاب "مائة عام بروح من الحقيقة والثقة. العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية لاتفيا والكرسي الرسولي الحر".

قال المطران بول ريتشارد غالاغير إن ما "يضفي جوهرًا ومصداقية" على العمل الدبلوماسي للكرسي الرسولي هو "ارتباطه" بصالح الكنيسة والعائلة البشرية. إنَّ هدفه، في الواقع، هو السعي وراء القيم الأساسية للفرد والمجتمع البشري في جميع أبعاده: من "القيم غير المشروطة" للحياة والكرامة البشريّة إلى القيمة "الفريدة" للعائلة والعدالة الاجتماعية والسلام والحرية الدينية. إذا كانت "الكنيسة تعترف بالتعددية والتنوعات المشروعة" للعالم العلماني - أوضح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول - فعليها "أن تحافظ على بُعدها من التعددية التي تُفهم  كنسبية أخلاقية تؤدي في النهاية أيضًا إلى تآكل الديمقراطية.

تابع المطران بول ريتشارد غالاغير يقول اليوم، للأسف، تسود الفكرة الخاطئة بأن القانون هو الذي يحدد الأخلاق وليس الأخلاق. وبهذا المعنى، يُدعى المسيحيّون للتأكد من أن القانون "متجذر في موضوعية الطبيعة، وليس في إرادة المُشرِّع، أو الأسوأ من ذلك، في شعبية الثقافة السائدة". ولذلك، أضاف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول يقول فإنَّ الكرسي الرسولي، من خلال نشاطه الدبلوماسي، لن يتوقف أبدًا عن دعم صوت الكنائس المحلية دفاعًا عن الرؤية المسيحية للإنسان التي "أظهرت عبر القرون أنها أكثر ديناميكية وواقعية" من الرؤى الأيديولوجية الأخرى القصيرة المدى. بدون أفق أخلاقي وإشارة إلى الله، في الواقع "لن يكون من الممكن بناء أو إعادة بناء حضارة إنسانية.  

وقد لاحظ المطران بول ريتشارد غالاغير أن القدرة على البقاء الراسخة في هذا البعد المتسامي، مع "قوة ثقافة مطبوعة بالإيمان المسيحي"، قد سمحتا للاتفيا بأن تولد من جديد وأن تجد الحرية المفقودة بعد عقود تحت نير النظام السوفييتي. هذه الجوانب – تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول - أبرزها القديس يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس بمناسبة زيارته الرسولية التاريخية لعام ١۹۹۳، بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية للبلاد مع الكرسي الرسولي، وعام ٢٠١٨ بمناسبة الذكرى المئوية للاستقلال.

إذ حرره الأب ميخائيل فولوهوف والأستاذة إينيس رونس، يجمع المجلد "مائة عام بروح من الحقيقة والثقة. العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية لاتفيا والكرسي الرسولي الحر"، والذي تم تحقيقه بالتعاون مع أمانة سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان واللجنة البابوية للعلوم التاريخية والمحفوظات الوطنية في لاتفيا، سلسلة من وثائق الأرشيف غير المنشورة حول العلاقات بين لاتفيا والكرسي الرسولي في السنوات ما بين ١۹١٨-١۹٥٨.

 

11 مايو 2021, 11:30