بحث

الكاردينال هولريتش يشدد على ضرورة أن تتضامن البلدان الغنية مع تلك الفقيرة الكاردينال هولريتش يشدد على ضرورة أن تتضامن البلدان الغنية مع تلك الفقيرة  

الكاردينال هولريتش يشدد على ضرورة أن تتضامن البلدان الغنية مع تلك الفقيرة

أحيا الاتحاد الأوروبي يوم أمس الأحد عيده الحادي والسبعين، وهو العيد الثاني الذي تحتفل به القارة الأوروبية في خضم جائحة كوفيد. وفي هذه المناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاردينال جان كلود هولريتش، رئيس لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية، الذي سلط الضوء على الأوضاع التي تعيشها أوروبا اليوم معتبرا أنه في زمن الأزمة الصحية الراهنة اكتشف الناس تلاحماً لم يكن معروفا في الماضي.

في التاسع من أيار مايو من العام 1950 ألقى السياسي الفرنسي روبير شومان خطابه الشهير، عندما اقترح الخطوة الأولى نحو الوحدة الأوروبية من خلال تأسيس مجموعة الفحم والصُلْب، ومما لا شك فيه أن شومان لم يتصور يوماً ما آلت إليه مقترحاته آنذاك، وكان غالبها عبارة عن أمنيات وأحلام. في هذه المناسبة، وإزاء الأزمة الصحية التي نواجهها اليوم، أطلق البرلمان والمجلس الأوروبي، بالتعاون مع الأساقفة الأوروبيين، مبادرة هي عبارة عن تنظيم مؤتمر على مراحل، يرمي للإصغاء إلى صوت المواطنين، لاسيما الشبان، وسيسمح لهؤلاء بالتعبير عن نظرتهم حيال مستقبل القارة القديمة، من خلال سلسلة من النقاشات والمناظرات.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد الكاردينال جان كلود هولريتش أنه في خضم المعاناة وليدة جائحة كوفيد 19 اكتشفت أوروبا أنها حقاً جماعة وذلك في إطار السعي إلى هدف مشترك ألا وهو إيجادُ اللقاحات لمواطنيها. وشدد نيافته في الوقت نفسه على ضرورة ألا تنسى القارةُ مبادئ التضامن المؤسسة للاتحاد الأوروبي والتي تفرض عليه أن يمد يد المساعدة إلى البلدان التي تعاني من الصعوبات أكثر من غيرها.

تابع نيافته حديثه مشيرا إلى أن المواطنين الأوروبيين يعرفون اليوم معنى الألم، لأنهم اختبروه بأنفسهم. وقال إنه خلال المرحلة الأولى من هذه الجائحة لم تكن أوروبا موجودة، بل كانت الدول الأوروبية تتصرف منعزلة عن بعضها البعض. كانت حكومات الدول تتصرف خارج الإطار الأوروبي. لكن الوضع سرعان ما تبدّل، بعد أن أبصرت النور المساعدات الاقتصادية فضلا عن التعاون القائم بين الأطباء وأيضا في مجال توفير اللقاحات للمواطنين. وهذا يعني أن أوروبا باتت حاضرة من جديد.

وعبر الكاردينال هورليتش عن سروره بهذا التعاون، لاسيما أمام المعاناة الكبيرة التي واجهتها بلدان أوروبية بسبب الجائحة، مذكراً بإيطاليا وبمشاهد ضحايا الفيروس. وقال نيافته إنه يعرف إيطاليا جيداً لأنه تابع تحصيله العلمي فيها، معبرا عن أمنيته أن يتمكن اليوم الاتحاد الأوروبي من إعطاء دفع قوي لهذا البلد بغية مساعدته في عملية النمو الاقتصادي.

وشدد نيافته أيضا على أهمية ألا تحتفظ الدول بالموارد التي تملكها لنفسها، وقال: ينبغي ألا نغلق أيدينا أمام المحتاجين، بل يجب أن نعرف كيف نتقاسم ما لدينا مع البلدان الفقيرة وتلك التي تعاني اليوم أكثر من غيرها بسبب الجائحة، لافتا إلى أهمية أن يطغى روح التضامن والمساعدة على صعيد توزيع اللقاحات، كي يتمّ بشكل منصف وعادل. وذكّر بأنه لا نستطيع أن نتغلّب على جائحة عالمية في قارة واحدة، إذ لا بد أن يتغلّب عليها العالم كله، وهذا هو التحدي الكبير المطروح اليوم أمامنا.

هذا ثم توقف الكاردينال هولريتش عند أهمية الانتماء الوطني للمواطنين الأوروبيين، وتحدث أيضا عن انتماء أوروبي يُشعر المواطن بالاعتزاز في انتمائه إلى أي بلد أوروبي آخر. مع ذلك – مضى يقول – ينبغي أن نفكر دوماً بالفئات الأكثر هشاشة، مذكرا بأن أزمة كوفيد ليست أزمة صحية بحتة لأن الجائحة تعني المجتمع ككل. وتطرق نيافته إلى أشكال الفقر الجديدة، التي تحملنا على التعبير عن تضامننا مع الآخرين لافتا إلى أن البلدان الغنية مدعوة إلى التعاضد مع تلك الفقيرة.

في ختام حديثه لموقعنا قال رئيس لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية: إننا لا نريد أن نصنع "أوروبا العظماء"، لا نريد أوروبا المال والاقتصاد وحسب، لأننا نحتاج أيضا إلى صنع أوروبا الشعوب، ومن هذا المنطلق إننا مدعوون إلى صب الاهتمام على كل القضايا الاجتماعية الراهنة.                 

10 مايو 2021, 11:01