مقابلة مع الأب لومباردي في الذكرى المئوية لولادة الكاردينال روبرتو توتشي مقابلة مع الأب لومباردي في الذكرى المئوية لولادة الكاردينال روبرتو توتشي  

مقابلة مع الأب لومباردي في الذكرى المئوية لولادة الكاردينال روبرتو توتشي

مائة سنة مضت على ولادة الكاردينال اليسوعي روبرتو توتشي، الذي كان مديراً لمجلة "شيفيلتا كاتّوليكا" ولإذاعة الفاتيكان وقد شارك في أعمال المجمع المسكوني الثاني بصفة خبير، وعمل طيلة عشرين عاماً على تنظيم رحلات البابا يوحنا بولس الثاني.

في هذه المناسبة وبعد مضي ست سنوات ونيف على رحيل توتشي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المدير العام السابق لإذاعة الفاتيكان الأب اليسوعي فدريكو لومباردي الذي توقف عند أهم المراحل التي طبعت حياة هذا الكاردينال. أوضح لومباردي أن توتشي أبصر النور في نابولي من أمّ بريطانية أنغليكانية، ما ولّد لديها بعض الصعوبات في قبول دعوة ابنها الكهنوتية، لكن الحب الذي كانت تكنّه له ساهم في تخطي هذه الحواجز، وظلت قريبة جداً منه قبل أن تعتنق المذهب الكاثوليكي، وتنال سر العماد من يد ابنها.

بعدها لفت لومباردي – الذي كان أيضا مديراً لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي – إلى أن الكاردينال الراحل كان ملماً بالقضايا المسكونية نظراً لخبرته الشخصية، وتميز بثقافته الغنية وعمله مع الآخرين ودعوته إلى العمل اللاهوتي والتعليم قبل أن يتوجه نحو مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" للآباء اليسوعيين حيث عُين مديراً لها، خلفاً للأب مارتيغاني الذي تسلم إدارة إذاعة الفاتيكان. وأضاف لومباردي أنه خلال تلك المرحلة عُقد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي أثار اهتمام الأب توتشي، فوجّه نشاط المطبوعة وفكرها نحو السعي إلى مساعدة الناس على فهم المواقف المجمعية وعيشها والمشاركة فيها. وتناولت المجلة – تحت إدارته – العديد من المواضيع الآنية التي تُعنى بالكنيسة والعالم. لكن تلك المرحلة لم تخلُ من التوترات لأن المجمع الفاتيكاني الثاني حمل تبدلات كبيرة، وجدت في البدء مقاومة من قبل الكثير من رجالات الكنيسة.

هذا ثم ذكّر المدير العام السابق لإذاعة الفاتيكان بالعلاقة الممتازة التي كانت قائمة بين البابا الراحل يوحنا الثالث والعشرين وروبرتو توتشي، مشيرا إلى أنه شارك في أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني بصفة خبير، وساهم بنوع خاص في صياغة نص وثيقة "فرح ورجاء" حول الكنيسة في العالم المعاصر. وبدأت تبصر النور آنذاك العلاقةُ بين الكرسي الرسولي وعالم الصحافة إذ كان يوجد فريق ضمن المجمع يُطلع الصحافة على مجريات الأعمال، وبلغات عدة. كما كان توتشي يتميز بإلمامه بالعديد من اللغات، ولم تكن توجد أمامه حواجزُ تحول دون تعلّمه لأي لغة. وهذا الأمر سمح له بالتواصل مع الصحفيين من مختلف أنحاء العالم.

تابع الأب لومباردي حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيراً إلى أن الأب توتشي انتقل لإدارة إذاعة الفاتيكان، وبالإضافة إلى انشغالاته الإدارية، أُسندت إليه مهمة جديدة، ألا وهي تنظيم رحلات البابا يوحنا بولس الثاني خارج الأراضي الإيطالية، التي تكاثرت بوتيرة سريعة. وقع الاختيار على توتشي استناداً إلى معرفته للغات، فضلا عن قدرته على الحوار ونسج علاقات مع الناس، لاسيما من ذوي المقامات الرفيعة الذين تواصل معهم خلال إعداده للزيارات البابوية، ليس فقط على المستوى الكنسي إنما أيضا على الصعيد المدني. وأوضح لومباردي أن نشاطه لم يقتصر على مراقفة البابا في زياراته لأنه كان يتوجه إلى البلد المعني مرتين أو ثلاث للإشراف على عملية التنظيم. وكان هذا انشغاله الرئيس على مدى عقدين من الزمن، وقام بإعداد حوالي مائة زيارة.

في سياق حديثه عن العلاقة الشخصية التي جمعته مع الكاردينال الراحل داخل راديو الفاتيكان، قال لومباردي – الذي كان مديرا للبرامج ومديراً عاما للمحطة – قال إن توتشي رافقه في بداية مشواره في الإذاعة، وساعده على الغوص في واقعها وفي الخدمة التي قدّمها للكرسي الرسولي، وفعل ذلك بذكاء كبير وحكمة ومودة. وكان حضوره مرغوباً جداً كمحاور خلال اجتماعات كثيرة عُقدت بشأن المواضيع التي شكلت محوراً لحبرية البابا يوحنا بولس الثاني، وتميّز بخدمته السخية للكرسي الرسولي وللبابوات الذين تعرف عليهم وكل ذلك لصالح الكنيسة في عالم اليوم.        

21 أبريل 2021, 11:15