رسالة الكاردينال توركسون لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر  للسيرك رسالة الكاردينال توركسون لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للسيرك 

رسالة الكاردينال توركسون لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للسيرك

احتُفل يوم أمس السبت كما في السابع عشر من أبريل نيسان من كل عام باليوم العالمي للسيرك. وللمناسبة وجه عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون رسالة إلى الرجال والنساء العاملين في هذا الحقل، متمنياً أن يستأنفوا نشاطهم في أقرب وقت ممكن، ومسلطا الضوء على ضرورة أن تقدّم الدول دعمها لهذا الفن كي لا يزول.

في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للسيرك والتي وجهها إلى أورس بيلز، رئيس الفدرالية الدولية للسيرك، شاء الكاردينال توركسون أن يخاطب العاملين في هذا المجال الفني والاستعراضي وقال إنه يطلب إلى هؤلاء الذين يعانون من تبعات جائحة كوفيد 19 أن يبذلوا ما في وسعهم من أجل الاستمرار وحمل السيرك إلى مختلف البيئات حيث يتواجد الأطفال والمسنون المتألمون. وذكّر بأن الأطفال والأجداد هم عادة من أكثر المواظبين على مشاهدة عروض السيرك، وهم أيضاً من دفعوا الثمن الأكبر في خضم الأزمة الصحية وهم بحاجة إلى مشاعر الفرح التي يقدّمها هذا الفن إلى مشاهديه. كما أن الأشخاص الذين يعتنون بهم وبصحتهم يحتاجون هم أيضا إلى بلسم الضحك.

بعدها كتب نيافته أن استمرار الأوضاع الصحية الطارئة والإجراءات الهادفة إلى الحد من التجمعات حملت وللأسف انعكاسات سلبية على العاملين في حقل عروض السيرك، وشكلت تهديداً لهذه الصناعة في العالم كله، وقد اضطر القيمون على هذا الفن للحصول على قروض مالية سعياً للبقاء والاستمرار، بانتظار مجيء أيام أفضل. وأكد الكاردينال توركسون أنه بغية الحفاظ على هذا الفن، المتواجد في أوروبا منذ أكثر من مائتين وخمسين سنة والذي يُهدي الفرح للكبار والصغار، من الأهمية بمكان أن يقوم الاتحاد الأوروبي وكل بلد في القارة القديمة بمد يد المساعدة وتوفير الحماية للقطاعات الاقتصادية الأكثر هشاشة.

في سياق حديثه عن جائحة كوفيد 19 التي يواجهها العالم كله، ذكّر عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة بالكلمات الشهيرة التي قالها البابا فرنسيس في السابع والعشرين من آذار مارس من العام الماضي، في ساحة القديس بطرس الخالية من الناس، عندما أكد أننا نتواجد كلنا على متن الزورق نفسه، ونشعر بأوضاعنا الهشة وبأننا فقدنا الوجهة، لكننا – في الوقت نفسه – نشعر بأننا مهمون وضروريون لبعضنا البعض، وبأننا مدعوون إلى التجذيف معا. ولفت الكاردينال توركسون إلى أن وجودنا أمام المحنة نفسها جعلنا ندرك أن لا أحد ينجو لوحده – كما قال أيضا البابا فرنسيس – وأنه وسط هذه العاصفة يدعونا الرب إلى إيقاظ وتفعيل التضامن والرجاء القادرَين على إعطاء الضمانات الصلبة والدعم والمعنى لهذه الأوقات حيث يبدو أن كل شيء يتجه نحو الغرق.

في ختام رسالته إلى العاملين في حقل السيرك شجع الكاردينال توركسون هؤلاء الأشخاص على الاقتداء بمثل السامري الصالح الذي يشكل نموذجاً لبناء علاقات حقيقية وجديدة مع الآخرين، وهكذا يكتسب الألم الذي نعاني منه معنى ولا يكون عقيما. 

18 أبريل 2021, 11:13