أمين سر هيئة رواكو يحدثنا عن مشاريع الكرسي الرسولي الخيرية في سورية أمين سر هيئة رواكو يحدثنا عن مشاريع الكرسي الرسولي الخيرية في سورية  

أمين سر هيئة رواكو يحدثنا عن مشاريع الكرسي الرسولي الخيرية في سورية

يسعى الكرسي الرسولي إلى مد يد العون للكنائس الشرقية في سورية من أجل الإسهام في وضع حد لنزيف المسيحيين في بلد يعاني من الصراع المسلح منذ عشر سنوات. يفعل الكرسي الرسولي ذلك من خلال الهيئة المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية التي تقوم بإعادة إعمار المدارس والمستشفيات والكنائس كي تولد سورية من جديد وتتأسس على قيم الكرامة البشرية وتعيد اكتشاف قوة التعايش السلمي بين الأديان.

هذا ما أكده الأب  Kuriacose Cherupuzhathottathil أمين سر الهيئة التي أبصرت النور في العام 1938 بهدف تنسيق البرامج الخيرية لصالح الكنائس الشرقية، وهي تصب اهتمامها خلال السنوات القليلة الماضية على أوضاع أبناء تلك الكنائس المنتشرين في أوروبا بعد أن اضطروا إلى ترك أرضهم بسبب الحروب، كما تسعى إلى التعامل مع أبرز التحديات الرعوية التي يواجهونها، وتولي أيضا اهتماماً بتنشئة الإكليريكيين والكهنة في بلدانهم، وتمد يد المساعدة إلى الشبان. وقد أطلقت الهيئة عدة برامج في سورية ترمي إلى احتواء نزيف الهجرة.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد الأب   Cherupuzhathottathilأن هيئة رواكو تشرف عن ستين أو سبعين مشروعا سنوياً في البلدان حيث تتواجد الكنائس الشرقية. وقال إن هذه البرامج تحمل طابعاً رعوياً، وتتعلق بشكل أساسي في دور العبادة والتنمية الاجتماعية والتنشئة والمساعدات الإنسانية والدعم الديني. وتحدث عن وجود وكالات مرتبطة بالهيئة تُشرف مباشرة على تلك المشاريع في البلدان المعنية، لاسيما في لبنان والعراق وسورية، وتفعل ذلك بالتعاون مع الكنائس المحلية.

فيما يتعلق بسورية أكد أمين سر رواكو أن الهيئة قامت بتقديم ستة وعشرين مشروعاً خلال السنوات العشر الماضية، مشيرا على سبيل المثال إلى مشروع بناء دير للرهبان الترابيست، فضلا عن المعونات الإنسانية والاجتماعية التي قُدمت إلى أبرشية حمص، وإنشاء دار للمسنين في طرطوس، ومركز للرعاية السيكولوجية والنفسية في صافيتا. هذا فضلا عن الجهود التي تُبذل من أجل إعادة إعمار الكنائس والمدارس والمستشفيات التي دُمرت خلال سنوات الحرب.

هذا ثم لفت إلى أن الجمعية العامة المقبلة لهيئة رواكو التي ستُعقد في شهر حزيران يونيو المقبل ستصب الاهتمام على البرامج الهادفة إلى التشجيع على العمل المنزلي ونشاط الصناعات الصغيرة، موضحا أن الهدف من هذه المشاريع يتمثل في مساعدة الشبان والعائلات على البقاء في سورية أو العودة إليها. وقال: لسورية اليوم وجه جريح ودامٍ، ونحن مدعوون لأن نكون على غرار السامري الصالح، لا بد أن نقف إلى جانب السكان وأن نرافقهم ونساعدهم على الشفاء من الجروح الجسدية والنفسية والروحية. وأوضح أنه ينبغي أن توضع خطط من أجل مساعدة سورية على المدى البعيد.

تابع الأب   Cherupuzhathottathilيقول إنه يتعين علينا أن نعمل بإخلاص وتفانٍ كي تولد سورية جديدة ترتكز إلى مبدأ اللاعنف والحوار واحترام الكرامة البشرية والحريات الأساسية والتعددية والديمقراطية والمواطنة والفصل بين الدين والدولة. وأكد أن هذه هي بعض الأبعاد الخاصة بمجتمع سليم، نحلم به في سورية. وشدد على ضرورة العمل من هذا المنظار، لأنه لا بد أن تُزرع بذور هذه المبادئ وسط الأجيال الفتية، كي يكون مستقبل سورية كما نريده، مذكرا بأن الشعب السوري يحتاج إلى الأمن والسكن والتعليم والعمل والطبابة. وأوضح أن الهيئة التابعة للكرسي الرسولي تسعى إلى تلبية هذه الاحتياجات للمسيحيين والمسلمين على حد سواء، كي تضمن للجميع ظروف حياة كريمة، تتوفر فيها المقومات الأساسية، لاسيما الطعام والمياه والتيار الكهربائي.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني ذكّر أمين سر هيئة رواكو بأن سورية بلد عاش فيه أتباع مختلف الكنائس والأديان والثقافات بوئام، جنبا إلى جنب على مر التاريخ، ولا يمكن أن يفقد البلد هذا الإرث، معربا عن أمله بأن يعود التعايش ليُزهر من جديد في سورية لأن هذا التعايش هو أمل البلاد.     

17 مارس 2021, 12:44