الكاردينال كوخ يشدد على التزام الكاثوليك واللوثريين في متابعة السير على درب المصالحة الكاردينال كوخ يشدد على التزام الكاثوليك واللوثريين في متابعة السير على درب المصالحة 

الكاردينال كوخ يشدد على التزام الكاثوليك واللوثريين في متابعة السير على درب المصالحة

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني توقف رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ عند الترجمة الإيطالية الجديدة للإعلان المشترك بشأن عقيدة التبرير بين الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية، مشددا على ضرورة متابعة السير في درب الحوار المسكوني.

أكد نيافته أنه ليس بإمكاننا أن نمحو تاريخ الانقسام، لكن يمكن أن نجعله اليوم جزءاً من تاريخ المصالحة، خصوصا وأن الإعلان المشترك بشأن عقيدة التبرير والذي صدر في العام 1999 شكل محطاً أساسيا في درب التقارب بين الكاثوليك واللوثريين لكونه حلّ عقدة شائكة كانت سببا في الانقسام، وسرعان ما وقّعت على هذه الوثيقة الكنائس الميتودية والأنغليكانية وتلك المصلَحة.

الترجمة الإيطالية الجديدة لهذا النص جاءت تتويجا لمبادرة أطلقها المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، خلال العام الفائت، بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، في الذكرى السنوية العشرين للتوقيع على هذا الإعلان المشترك. كما أن الثالث من الشهر الجاري صادف الذكرى المئوية الخامسة لصدور الحرم الكنسي بحق مارتن لوثر عام 1521. وقد شكلت هذه الواقعة جرحا مؤلماً، بيد أن الفاتيكان يصر على متابعة السير في درب الحوار والمصالحة.

قال الكاردينال كوخ في حديثه لموقعنا الإلكتروني إن الإعلان المشترك بشأن عقيدة التبرير شكل محطاً هاماً في مسيرة المصالحة بين الكاثوليك واللوثريين، مذكرا بأن مسألة خلاص الإنسان كانت موضع سجال حاد في القرن السادس عشر، أفضى في نهاية المطاف إلى انقسام الكنيسة. وبعد قرون من الجدل اتفق الطرفان على أن الإنسان يخلص بالنعمة وبفضل عمل المسيح الخلاصي، فيقبله الله وينال الروح القدس الذي يجدد قلبه ويمكّنه من القيام بالأعمال الحسنة.

بعدها أوضح نيافته أن الإعلان المشترك، كما صدر في العام 1999 كان عبارة عن وثيقة ثنائية، جاءت ثمرة الحوار الكاثوليكي – اللوثري، وسرعان ما حظيت الوثيقة بتأييد كنائس أخرى. وبعد عشرين عاماً، أي خلال العام 2019، عُقد اجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية، ضم ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية وتلك اللوثرية والميتودية والأنغليكانية والمصلحة، وجدد الجميع التزامهم المسكوني في المستقبل. والترجمة الإيطالية الجديدة تحتوي أيضا على عدد من النصوص ذات الصلة لأنه من الأهمية بمكان أن يطّلع الأشخاص الناطقون باللغة الإيطالية، لاسيما الكاثوليك، على هذه الشهادة المميزة للمصالحة المسكونية.

في سياق حديثه عن مقدّمة الترجمة الجديدة التي حملت توقيعه وتوقيع الأمين العام للاتحاد اللوثري العالمي، شاء الكاردينال كوخ أن يتوقف عند تاريخ صدور النص، في الثالث من كانون الثاني يناير الجاري، في الذكرى المئوية الخامسة للحرم الكنسي الذي أصدره البابا لاوون العاشر بحق مارتن لوثر، وهذا الأمر أدى إلى مزيد من التباعد فضلا عن وصْف لوثر البابا بأنه "ضد المسيح".

وأضاف أن المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين والاتحاد اللوثري العالمي وجدا نفسيهما أمام تحدٍّ يتمثل في إيضاح المسائل التاريخية واللاهوتية والقانونية المتعلقة بهذا الحرم – من وجهة النظر المسكونية –  وهذا ما تعمل عليه حالياً لجنة مسكونية من الخبراء. وعبّر نيافته عن أمنيته بأن تصدر في المستقبل القريب رسالة مشتركة بهذا الشأن.

ولفت الكاردينال كورت كوخ في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني  إلى أن الأمين العام للاتحاد اللوثري العالمي، القس مارتن يونغ، شاء أن يوقّع هو أيضا على هذه المقدمة، كي يؤكد الطرفان عزمهما على متابعة السير في الدرب التي تقود إلى المصالحة بين الكاثوليك واللوثريين.  

13 يناير 2021, 10:20