رئيس الأساقفة باليا يتحدث عن أهمية أنسنة العلاجات وعدم التخلي عن المرضى رئيس الأساقفة باليا يتحدث عن أهمية أنسنة العلاجات وعدم التخلي عن المرضى 

رئيس الأساقفة باليا يتحدث عن أهمية أنسنة العلاجات وعدم التخلي عن المرضى

رحب رئيس الأكاديمية البابوية للحياة المطران فنشنسو باليا بالقرار الذي صدر مؤخرا عن إقليم توسكانا الإيطالي والذي يسمح بزيارة المرضى في المستشفيات في إطار الاحترام التام للإجراءات المتبعة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، وتمنى أن تُتخذ قراراتٌ مماثلة على كامل التراب الإيطالي لأن المرضى يحتاجون إلى الرحمة وإلى قرب الناس منهم.

مسألة تطرق إليها البابا فرنسيس في الخامس عشر من أبريل نيسان من هذا العام خلال احتفاله بالقداس الصباحي في كابلة القديسة مارتا، عندما دعا المؤمنين إلى الصلاة على نية جميع المسنين، خصوصاً أولئك المعزولين أو من يقيمون في دور العجزة، لافتا إلى أنهم يخافون أن يموتوا وهم متروكون. مجلس إقليم توسكانا الإيطالي وافق، في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، على هذا المقترح الذي يقتصر حاليا على المرضى الذين يُعتبر وضعهم الصحي خطيرا أو خطيرا جدا.

للمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان إيطاليا مقابلة مع رئيس الأكاديمية البابوية للحياة، رئيس الأساقفة فنشنسو باليا الذي رحب بهذا القرار معتبرا أنه يضفي طابعا إنسانيا على العلاجات المقدمة للمرضى، مع العلم أن سيادته يرأٍس أيضا اللجنة المعنية بإصلاح منظومة الرعاية الصحية للمسنين والتي أنشأتها وزارة الصحة الإيطالية.

وصف سيادته القرار بالممتاز، لافتا إلى أنه وجّه كتاباً بهذا الشأن إلى وزير الصحة لإيطالي Roberto Speranza كي يُتخذ قرارٌ على المستوى الوطني يفسح المجال أمام المتطوعين وعائلات هؤلاء المرضى – لا سيما المسنين منهم – لزيارتهم في المستشفيات والمراكز الإعانية، مؤكدا أن هذه المسألة تحمل طابعا إنسانيا وحضاريا. وذكّر في هذا السياق بأن الإنسان لا يموت فقط بسبب جائحة كوفيد إنما أيضا نتيجة العزلة والهجر، مضيفا أنه تلقى رسائل عدة بهذا الشأن من قبل عائلات المسنين المرضى، خصوصا أولئك المتواجدين في المراكز التي تديرها المؤسسات الكنسية.

وقال سيادته إنه من المؤسف أن العديد من المرضى تم التخلي عنهم منذ تفشي هذا الفيروس على نطاق واسع في شهر آذار مارس الماضي. وهم أشخاص يعيشون بعيدا عن محبة عائلاتهم وكأنهم يتواجدون على كوكب آخر. وتساءل كيف يُعقل أن يُمنع الأهل من زيارة ابنهم المريض في المستشفى طيلة تسعة أشهر؟ كيف يستطيع هؤلاء أن ينعموا براحة البال إن لم يتمكنوا من الاطمئنان على أحبائهم المرضى؟ وقال إن المبادرة التي أطلقها إقليم توسكانا هي مبادرة مثالية، معرباً عن أمنيته بأن تُطبق هذه الإجراءاتُ في إيطاليا وأوروبا والعالم كله وأكد أنه بالنسبة للمؤمنين الكاثوليك تشكل زيارةُ المرضى جزءاً من أعمال الرحمة.

بعدها عبر رئيس الأكاديمية البابوية للحياة عن قناعته بأن الاهتمام برعاية المرضى بكل أبعادها، لا بالبعد الطبي وحسب، هو وجهٌ من أوجه الأنسنة الجديدة التي نريد تحقيقها في بداية هذه الألفية. وتساءل ما المغزى من إطالة عمر الإنسان اليوم – إذ إن معدل الأعمار ارتفع بخمس عشرة أو عشرين سنة قياسا مع الماضي – ليُحكم على الشخص المسن أن يعيش آخر مراحل حياته وحيدا ومعزولا أو في دار للعجزة.

وشدد المسؤول الفاتيكاني على ضرورة أن تُعالج هذه المشكلة كي يكون المجتمع الذي نريد بناءه مجتمعاً إنسانياً، وقال إن التخلي عن المسنين يشكل مثالاً سيئا نعطيه للأجيال الفتية مضيفا أنه إذا رأى الشبان والأطفال مجتمعاً يُقصي ويهمش الأشخاص ويعاملهم كالنفايات سيتعلمون أمثولة سيئة للغاية! وختم سيادته مذكرا بوجود مسؤوليات حيال المسنين والمجتمع ككل، وليس من قبيل الصدفة أن يختار البابا "العناية بالآخرين" موضوعا لرسالته في اليوم العالمي للسلام.  

29 ديسمبر 2020, 13:02