Augusto-zampini.jpg

الأمين المساعد لدائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة يتحدث عن ضرورة توفير لقاح كوفيد 19 للجميع

أجرت جريدة أوسيرفاتوري رومانو مقابلة مع الأب أوغوستو زامبيني الأمين المساعد للدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، وتمحورت المقابلة حول ضرورة توفير اللقاح ضد كوفيد 19 للجميع، وهو ما دعا إليه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

تعددت نداءات قداسة البابا فرنسيس من أجل توفير اللقاح ضد مرض كوفيد 19 للجميع وخاصة لأكثر الأشخاص ضعفا وعوزا في مناطق العالم كافة، وهو ما كان قد أكده في رسالته إلى مدينة روما والعالم لمناسبة عيد الميلاد. وحول أهمية هذا النداء والاستجابة إليه تحدث الأمين المساعد للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الأب أوغوستو زامبيني، وذلك في مقابلة أجرتها مه جريدة أوسيرفاتوري رومانو لمناسبة إصدار لجنة كوفيد 19 التي تأسست في الفاتيكان والتي تشرف عليها الدائرة المذكورة بيانا بعنوان "لقاح للجميع، 20 نقطة من أجل عالم أكثر عدالة وصحة". وأكد الأمين المساعد في بداية حديثه أنه وكي لا يصبح نداء الأب الأقدس من أجل لقاح للجميع مجرد شعار على الكنيسة والمسيحيين أن يكونوا في الصفوف الأولى. وعلى المؤسسات وشركات الأدوية من جانبها التنسيق على الصعيدين الوطني والدولي لتسهيل توزيع اللقاحات. وأكد الأب زامبيني من جهة أخرى أنه وكي يكون توفير اللقاحات مضمونا للجميع يجب اعتبارها خيرا عاما متقاسَما مقبول السعر، مع أخذ بعين الاعتبار حالة الطوارئ، هذا بالطبع إلى جانب ضرورة ضمان أن تكون اللقاحات آمنة وفعالة وذلك أيضا لمن لا يتمكن من تحمل نفقاتها. وتابع الأمين المساعد لدائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة متحدثا عما وصفه بتهديد ثلاثي للأزمة الحالية، وذلك على الأصعدة الصحية والاقتصادية والبيئية الاجتماعية، وتحدث عن التبعات الخطيرة لهذه التهديدات على الدول الأكثر فقرا وضعفا والتي تتزايد مديونيتها.  

ثم تطرقت المقابلة إلى أنه ومع توفر اللقاحات الأولى أسرعت الدول الغنية، والتي يشكل سكانها نسبة صغيرة من مجموع سكان العالم، إلى شراء ما يزيد عن نصف اللقاحات الأكثر فعالية. وقال الأب أوغوستو زامبيني إن البابا فرنسيس حين يدعو إلى عدم ترك النزعات القومية تحُول دون العيش كعائلة بشرية حقيقية وتدع الأولوية لقوانين السوق على الصحة فإنه ينطلق مما يشهد العالم من لا مساواة، ولهذا يحث الأب الأقدس قادة العالم على تشجيع عمل يتميز بالتعاون والشفافية بين الدول والشركات والمنظمات الأخرى في مناطق العالم المختلفة. وتابع الأمين المساعد مشيرا إلى التأثيرات المحتملة لكلٍّ من مراحل الاستفادة من اللقاح، من تمويل البحث العلمي إلى الإنتاج والتسويق والتوزيع والتلقيح، وأكد أنه يمكن مواجهة هذه التأثيرات بروح تضامن وتعاون تتجاوز الحدود الوطنية، كما وأن اتخاذ قرارات فورية ضرورية لمواجهة الوباء يتطلب التفكير في تبعات هذه القرارات على المدى الطويل، وذلك للتمكن من الرجاء في شفاء عالمي. وتوقف الأمين المساعد عند بعض الأمثلة فتحدث عن صعوبة بلوغ بعض المناطق النائية وضرورة حفظ اللقاح في درجات حرارة منخفضة ما يستدعي تدريب العاملين الصحيين على استخدام تقنيات جديدة. وشدد الأب زامبيني على ضرورة طرح التساؤل حول كيفية إيصال اللقاح إلى المناطق الأكثر فقرا، وأضاف أن أساقفة أمريكا اللاتينية على سبيل المثال قد أعربوا عن المخاوف أمام التكلفة المرتفعة لإيصال اللقاحات إلى دول القارة. وتابع أن الفيروس قد أثار تساؤلات اقتصادية وسياسية وقانونية لكنه في المقام الأول كشف لنا مَن نحن، وأضاف: فلنقدم إذن بأفضل الأشكال جانبنا الإنساني، فهكذا فقط يمكننا أن نحوِّل هذه الازمة إلى فرصة للتغيير من أجل بناء عالم ما بعد الكوفيد أقل فردانية، عالم يتسم بالغيرية والسخاء نكون فيه جميعا بالفعل أخوة وأخوات.   

وفي ختام المقابلة التي أجرتها معه جريدة أوسيرفاتوري رومانو تحدث الأمين المساعد للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الأب أوغوستو زامبيني عن البيان الصادر عن لجنة كوفيد 19، التي تأسست في الفاتيكان وتشرف عليها الدائرة، والذي يحمل عنوان "لقاح للجميع، 20 نقطة من أجل عالم أكثر عدالة وصحة". وقال الأب زامبيني إن البيان المذكور هو دعوة إلى القيم التي تشكل مراجع متقاسَمة في حالات الطوارئ الصحية، وهي احترام الحقوق الأساسية، تخفيف معاناة المعوزين والمرضى، تفادي التمييز، والتوزيع العادل للفوائد والأحمال. وتابع الأمين المساعد مطبقا هذه القيم على اللقاح ضد كوفيد 19، فأكد أن بيان اللجنة يشدد على ضرورة تقييم الجودة والأسلوب والتكاليف وضمان توفير علاج يشمل الجميع بشكل يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع المحلية. تتحدث وثيقة لجنة كوفيد 19 من جهة أخرى عن ضرورة المشاركة وتوحيد الجهود، وأيضا عن تعزيز دور الكنيسة عبر عملها من أجل حماية الكرامة التي وهبها الله للجميع، ووضعها ذاتها في خدمة شفاء العالم. وتابع ألأب أوغوستو زامبيني أن الكنيسة تقوم بهذا بأشكال متعددة، من خلال مجالس الأساقفة وشبكاتها التربوية والصحية، هيئات أعمال المحبة، والجماعات الرهبانية.  

31 ديسمبر 2020, 13:45