المطران بول هيندر يطالب بفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن المطران بول هيندر يطالب بفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن  

المطران بول هيندر يطالب بفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن

في وقت عادت فيه وكالات الأمم المتحدة لتدق ناقوس الخطر إزاء الأوضاع المأساوية في اليمن، الذي يُعتبر أفقر الدول العربية، رفع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية صوته ليندد بالظروف التي يعاني منها اليمنيون ويطالب بفتح ممرات آمنة تضمن وصول المساعدات الإنسانية.

تشير مصادر المنظمات الإنسانية إلى أن حالات سوء التغذية في اليمن وصلت إلى مستويات قياسية، إذ يُتوقع أن يعاني من الجوع ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص خلال الأشهر الستة الأولى من العام المقبل. ويواجه اليمنيون اليوم أزمة غذائية لا سابق لها سببُها الصراعُ المسلح وزادت من تفاقمها جائحة كوفيد 19، في وقت شهدت فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيراً في الجنوب ناهيك عن الحظر على استيراد المحروقات في الشمال.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية والمدبر الرسولي في شمال شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر الذي أكد أن هذه الأنباء هي صحيحة. فالبلاد كلها تعيش الوضع نفسه، لكن ثمة بعض التفاوت بين المناطق. ولفت إلى انتشار الجوع والأمراض وانعدام الأمن، فضلا عن حركة النزوح الداخلي وما يترتب عليها من مشاكل، كما أن أعمال العنف مستمرة على الرغم من البحث الدؤوب عن الدروب المؤدية إلى السلام، مع أن هذا يبقى هدفاً بعيد المنال.

بعدها أوضح سيادته أن اليمن هو قريب جغرافيا من بلدان غنية جداً، وهو فقير للغاية ويعاني أهله اليوم من الجوع. وقال بهذا الصدد: هذه فضيحةٌ ولا يسعني إلا أن أطلب من الجميع، وأيضا من القوى الدولية، أن تبذل ما في وسعها لتحد من  هذا البؤس، مع أن هذا الوضع لن يُحل بين ليلة وضحاها.

في رد على سؤال بشأن الأولويات في اليمن والنطاق الذي ينبغي أن تتدخل فيه الجماعة الدولية قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن الناس يحتاجون اليوم إلى الطعام كي يبقوا على قيد الحياة، وهناك أيضا حاجة إلى الخدمات الصحية. لكن المشكلة تكمن في كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تُفتح ممرات للمعونات الإنسانية القادمة من الخارج، لافتا إلى أن العالم لديه ما يكفي من المال كي يساعد اليمنيين، وثمة العديد من المنظمات والوكالات الدولية المستعدة لمد يد العون. وأكد أنه من الصعب أن يتحقق هذا الأمر بدون تعاون الأطراف المتنازعة والقوى الدولية.

في سياق حديثه عن انتظارات المسيحيين في اليمن مع بداية زمن المجيء واقتراب الاحتفال بعيد الميلاد قال النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية إن هؤلاء المسيحيين يحتاجون إلى تضامن على مستوى عالمي، لكن في الوقت نفسه لا يطالبون بامتيازات لأنفسهم لأنهم يتقاسمون معاناة باقي اليمنيين وثمة فئات أكثر فقرا منهم تعيش أوضاعا من البؤس الشديد. لكن مما لا شك فيه أن الجماعة المسيحية المحلية تحتاج إلى الصلاة، وتريد ألا ينساها العالم وأن يتضامن معها ليس من خلال الصلاة وحسب.

في غضون ذلك أعلنت الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة – وبالتحديد برنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) – أن حالة الطوارئ هذه ستعني نصف سكان اليمن البالغ عددهم ثلاثين مليونا. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي دايفد بيزلي إن هذه الأرقام المقلقة ينبغي أن تشكل جرس إنذار للعالم كله، مؤكدا أنه لا يسعنا أن نغض الطرف عن ملايين العائلات التي تعاني من العوز الشديد. وتوقع المسؤول الأممي أن يكون عام 2021 أشد صعوبة بالنسبة لشرائح المجتمع الأشد فقرا في اليمن.      

07 ديسمبر 2020, 14:11