مقابلة مع نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين بالدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة مقابلة مع نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين بالدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة 

مقابلة مع نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين بالدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة

تم الاحتفال الأسبوع الفائت باليوم الدولي لحقوق المهاجرين، وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب فابيو بادجو نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين التابع للدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة الذي سلط الضوء على ضرورة التنبه لهذا الموضوع الهام، مذكرا بأن البابا فرنسيس أطلق نداءات في مناسبات عدة لصالح المهاجرين.

قال المسؤول الفاتيكاني إن اليوم الدولي لحقوق المهاجرين الذي تحتفل به منظمة الأمم المتحدة منذ عشرين عاما يرمي إلى تسليط الضوء على حقوق جميع المهاجرين ويضاف هذا اليوم إلى اليوم الدولي لحقوق اللاجئين وطالبي اللجوء الذي يُحتفل به في شهر آب أغسطس من كل عام. وأوضح أن العديد من الأشخاص يُجبرون على الهجرة لأسباب متنوعة، فيما يختار آخرون الهجرة من أجل تحسين أوضاعهم الحياتية. وذكّر في هذا السياق بأن الكنيسة الكاثوليكية تحتفل، في الأحد الأخير من أيلول سبتمبر، بيوم المهاجر واللاجئ والذي شاءه البابا فرنسيس نفسه. ولم يُخف الأب بادجو قلقه حيال حركة هجرة الأشخاص لأسباب غير طوعية، بل لضرورات تُجبرهم على ترك أرضهم. وغالبا ما تنشط في هذا المجال شبكاتُ الإجرام المنظم التي تستغل هؤلاء المهاجرين وتُعرّضهم للانتهاكات والعنف على طول مسارات الهجرة.

بعدها انتقل إلى الحديث عن الحقوق الأساسية لهؤلاء المهاجرين التي يمكن أن تُنتهك على مختلف الصعد، حتى قبل مغادرتهم لبلد المنشأ، عندما يتوهّمون بالحصول على عمل في البلدان الصناعية يحقق لهم دخلاً بآلاف الدولارات. وهناك من يستغلون هؤلاء الأشخاص ويبيعونهم الأحلام، فيدفعهم اليأس إلى الوقوع في هذا الفخ. وهذه الانتهاكات تستمر خلال رحلتهم إلى بلد المقصد، حيث يُجبرون على دفع الأموال إلى من يستغلونهم.

وثمة تقارير تتحدث عن حالات من العبودية والانتهاكات والعنف الجنسي. كما تبقى في الظل الكثير من الروايات التي لا يُعرف عنها شيء. ولدى وصولهم إلى وجهتهم لا يتوجه غالبا هؤلاء المهاجرون إلى السلطات في البلد المضيف بل يكتفون بالقيام بأعمال متواضعة مقابل أجر زهيد جدا. ومنهم من لا يتقاضون أي أجر إذ يُرغمون على العمل من أجل تسديد ما يتوجب عليهم للعصابات الإجرامية.

هذا ثم ذكّر نائب أمين سر قسم المهاجرين واللاجئين بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس يوم عيد الفصح عندما دعا الجميع إلى عدم نسيان المآسي الكثيرة الموجودة في مجتمعاتنا إلى جانب جائحة كوفيد 19. مآس كانت موجودة قبل هذه الجائحة وقد زادت الأزمةُ الصحية من تفاقهما. ومن بينها مآسي النازحين واللاجئين والمهاجرين، الذين تُنتهك حقوقهم وتُداس باستمرار.

وقال الأب بادجو إنه عندما نغض الطرف عن هذه المشاكل لنصب اهتمامنا على الأزمة الصحية لا نكون كالسامري الصالح – الذي تطرق البابا إلى مثله في الرسالة العامة الأخيرة Fratelli Tutti – لأنه لم يفكر فقط بمشاكله الخاصة بل انحنى على الرجل الجريح وساعده، ولم يفعل كما فعل اللاوي والكاهن اللذين صودف مرورُهما في المكان. ولفت هنا إلى ما قاله البابا فرنسيس أي أن لا أحد منا يستطيع أن ينجو لوحده، إننا موجودون على متن الزورق نفسه: إما نغرق معاً أو ننجو معا.

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أوضح الأب بادجو أن البابا شجع العاملين في قسم المهاجرين واللاجئين منذ نشأته، أي مطلع العام 2017، على تسليط الضوء على الروايات الإيجابية والحديث عن العائلات والجماعات التي قدمت الضيافة لهؤلاء الأشخاص، والتي ساهمت وتساهم في نمو الجميع، وذلك كي لا تطغى الناحية السلبية التي ترتكز إلى الخوف والانغلاق.

22 ديسمبر 2020, 11:12