الكاردينال توركسون: نحن بحاجة لبذل المزيد من الجهود من أجل الفقراء ومن أجل أرضنا الكاردينال توركسون: نحن بحاجة لبذل المزيد من الجهود من أجل الفقراء ومن أجل أرضنا 

الكاردينال توركسون: نحن بحاجة لبذل المزيد من الجهود من أجل الفقراء ومن أجل أرضنا

إن الوباء الذي نواجهه "لا يمكنه أن يكون ذريعة للتقاعس عن العمل، ولكن يجب أن يُنظر إليه على أنه فرصة لإعادة البناء بشكل أفضل". هذا ما كتبه عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة، الكاردينال بيتر تروكسون، في رسالة بمناسبة قمّة "High Level Virtual Climate Ambition Summit"، التي عقدت في الذكرى السنويّة الخامسة لاتفاقية باريس.

"علينا أن نزيد من طموحاتنا على جميع المستويات": هذا هو عنوان الرسالة التي وجّهها الكاردينال بيتر توركسون إلى المشاركين في قمّة "High Level Virtual Climate Ambition Summit"، القمة الافتراضية حول المناخ التي استضافتها الأمم المتحدة ونظمتها بريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع تشيلي وإيطاليا، للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لاتفاقيّة باريس. عنوان يلخص في بضع كلمات الحاجة، التي عبر عنها الكاردينال توركسون، إلى التزام أكثر ثباتًا من جانب المجتمع الدولي لأن "صرخة الأرض وصرخة الفقراء"، كما نقرأ في الرسالة العامة "كُن مُسبّحًا"، أصبحت أقوى وأكثر إلحاحًا. وحدها "ثقافة عناية متجددة ورؤية اقتصادية تبحث عن الخير العام - يكتب الكاردينال توركسون في الرسالة -، تقوم على أساس التضامن والعناية بالخليقة والمشاركة والمساواة والعدالة، يمكنها أن تعزز التغيير وتخرج البشريّة من هذه الأزمة".

ويتابع عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة إن اتفاقية باريس التي وقعتها ١۹٦ دولة لن تكون كافية ما لم يكن هناك تحول جذري في السياسة، وإنما أيضًا في قلوبنا وطريقتنا في العيش معًا على الأرض. ولذلك يدعو الكاردينال توركسون إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام ٢٠۳٠، ويشير في هذا السياق إلى أن الأهداف الطويلة المدى، في الواقع، لن تكون كافية، إذا أردنا حماية الحد الحاسم البالغ ١، ٥ درجة مئوية. ويتطلع الكاردينال تروكسون بشكل خاص إلى أوروبا وإلى مسؤوليتها في ضمان "حصة عادلة من الجهود العالمية اللازمة"، للاستجابة بشكل مناسب للتحديات التي يشير إليها العلم ولمطالب الذين يتألّمون والشباب.

ثم يوجه الكاردينال نداءً إلى جميع القادة السياسيين: "كيف تنوون استغلال مخيّلتكم والرسالة الحقيقية للدعوة التي تلقيتموها بشكل جيد؟ لقد عهد الله إلينا بهذا الكوكب وموارده المجيدة، وعندما تفكرون في مساهمتكم الوطنية المحددة، لا تفكروا فيها على أنها ملككم، وإنما كيف تضمنون حماية الخيور المشتركة للجميع، الأمر الذي سيضع في المحور الأشخاص الأشدَّ فقراً وضعفاً.

مهمّة أيضًا قرارات الحكومات بشأن استخدام مواردها المالية، والتي، وفقًا للكاردينال توركسون، يجب أن تأخذ في عين الاعتبار الفقراء والأجيال القادمة. ويكتب عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة: لماذا تقدم دول مجموعة العشرين أموالاً أكثر بنسبة ٥٠ ٪ من أموال صندوق فيروس الكورونا من أجل استعادة الوقود الأحفوري مقارنة بالطاقة النظيفة؟ يجب على الحكومات وقف الاستثمارات في الوقود الأحفوري. لأن الجماعات الفقيرة بحاجة إلى طاقة خضراء حديثة ومستدامة.

ثم يلاحظ الكاردينال توركسون بمرارة أنه حتى الوعود بالدعم المالي لتنمية البلدان الفقيرة "لم ترقَ إلى مستوى التوقعات"، وأن وضع العديد من البلدان التي تخنقها الديون "يهدد بالتدهور مرة أخرى". ويختتم عميد الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون رسالته بالقول "لا وجود لاستدامة بدون إنصاف"، ليذكّر بعدها في هذا السياق أنه "يجب أن يوضع الأشخاص الأشد فقرًا في محور" السياسات والبرامج وأنه بسبب الوباء أيضًا، يجب أن نضع نصب أعيننا على الدوام أننا "عائلة بشرية واحدة، وأنه يمكننا أن نعتمد فقط على بعضنا البعض من أجل العناية ببيتنا المشترك. 

 

13 ديسمبر 2020, 10:34