أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير 

الحريّة الدينيّة في زمن الوباء

كلمة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير في القمة السنوية حول تعزيز الحرية الدينية: "Virtual 2020 Ministerial to Advance Religious Freedom"

"أرغب في أن أسلط الضوء وأعلِّق على سلسلة من المواقف المقلقة التي تضع الحرية الدينية في محور الشك". بهذه الكلمات، قدم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير، خطابه في " Virtual 2020 Ministerial to Advance Freedom of Religion or Belief"، القمة السنوية الثالثة التي عقدت يوم الاثنين في السادس عشر من تشرين الثاني نوفمبر عبر الإنترنت حول تعزيز الحرية الدينية والتي شاركت فيها أمانة سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان بانتظام خلال السنوات الأخيرة.

في تحليله للأزمة الصحية الناتجة عن وباء فيروس الكورونا والتدابير التي وضعتها الدول للتعامل مع انتشار الفيروس، أعاد المطران بول ريتشارد غالاغير التأكيد على كيف أن هذه الإجراءات، مع احترامها الكامل، تحدُّ من النشاطات الدينية؛ وأكّد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول في هذا السياق أنّه ينبغي على السلطات المدنية أن تدرك العواقب الخطيرة التي يمكن لمثل هذه البروتوكولات أن تسببها للجماعات الدينية التي تلعب دورًا مهمًا في مواجهة الأزمة، ليس فقط بفضل دعمها الفعال في مجال الرعاية الصحية، وإنما أيضًا لدعمها المعنوي ورسائلها للتضامن والرجاء. كما وسلّط المطران بول ريتشارد غالاغير الضوء على الانعكاسات على النشاطات الدينية والتعليمية والخيرية للجماعات الدينية. وبشكل خاص أعاد المطران غالاغير التأكيد من وجهة نظر كاثوليكية، على أنَّ الحصول على الأسرار المقدسة هو خدمة أساسية وأن حرية العبادة لا تشكل نتيجة طبيعية لحرية التجمع، ولكنها تنبع أساسًا من الحق في الحرية الدينية.

بالإضافة إلى حالة الطوارئ التي يسببها الوباء، أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى الطرق المتعددة التي يتم من خلالها تعريض الحرية الدينية للخطر: من الاعتداءات الوحشيّة من قبل المتطرفين إلى انتشار الشعبوية، التي تتجلى غالبًا في بعض أشكال القومية التي تهدف إلى اعتبار "الغرباء" ليس فقط كـ "آخرين" وإنما وفي غالب الأحيان كـ "أعداء". بعدها قدّم المطران بول ريتشارد غالاغير مسارَين متوازيين لتعزيز وحماية الحرية الدينية. وإذ سلّط الضوء على البعد الروحي والأخلاقي للشخص البشري، الذي ليس ثانويًا بالنسبة لحياتنا الأرضيّة، دعا أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول ودافع عن الحاجة إلى حوار بين الأديان والثقافات لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادَلَين، والحق الأساسي المتجذر في البعد الداخلي للفرد، للحرية الدينية، التي لا يمكن التلاعب بها بأي شكل من الأشكال. وذكّر المطران بول ريتشارد غالاغير في هذا السياق أنه لا يمكن بناء الأخوة والصداقة الاجتماعية، الضروريَّتين للتعايش السلمي في مجتمعاتنا التعددية، إلا بالحوار الصادق والأصيل.

وختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير مداخلته مشيرًا إلى الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس "Fratelli tutti" والتي يؤكّد فيها البابا فرنسيس أننا كمسيحيين، نطلب، في البلدان التي نشكل فيها أقلية، أن تُضمن لنا الحرية، تمامًا كما نعزّزها لمن هم أقلية من غير المسيحيين. هناك حق أساسي من حقوق الإنسان لا يجب نسيانه في مسيرة الأخوة والسلام: ألا وهو الحرية الدينية للمؤمنين من جميع الأديان. وخلص المطران غالاغير إلى القول سيكون رائعًا، لو كان بإمكان القادة الدينيين الآخرين أن يقولوا هذه الكلمات الملهِمَة عينها ... قد يكون هذا تقاربًا مهمًّا يمكننا أن نأخذه بعين الاعتبار.

 

19 نوفمبر 2020, 10:11