ARMENIA-AZERBAIJAN-KARABAKH-CONFLICT ARMENIA-AZERBAIJAN-KARABAKH-CONFLICT 

الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة التعامل مع الأسباب الكامنة وراء الهجرة القسرية

مساعدة اللاجئين وضرورة التعامل مع المسببات الكامنة وراء الهجرة القسرية. هذا هو موضوع المداخلة التي ألقتها السيدة فرنشيسكا دي جيوافاني، من قسم العلاقات مع الدول في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان، أمام المشاركين في أعمال اللجنة التتنفيذية لبرنامج المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين، مترئسة بعثة الكرسي الرسولي.

شددت المسؤولة الفاتيكانية على أهمية تعزيز التعاون الدولي والتضامن حيال اللاجئين والجماعات المضيفة من خلال تقاسم الأعباء وقالت: ينبغي ألا يكون القرب الجغرافي لبلد ما من مناطق الأزمات العامل الوحيد الذي يحدد مسؤوليتنا المتقاسمة، ويجب ألا ننسى أن مواهب اللاجئين وكفاءاتهم تشكل بحد ذاتها موردا ثمينا بالنسبة للدول التي تستضيفهم. وذكّرت في هذا السياق بوجود العديد من المهاجرين واللاجئين الذين تبيّن أنهم عمال لا يمكن الاستغناء عنهم، خلال الإقفال الناتج عن تفشي جائحة كوفيد 19.

واعتبرت السيدة دي جيوفاني أنه من الأهمية بمكان أن يتم الإقرار بهذا الإسهام، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص يجب أن يكونوا جزءا من الحل. ولفتت أيضا إلى الخدمة القيّمة التي قدمها ويقدمها العاملون الإنسانيون، بما في ذلك العديد من المنظمات الخيرية الدينية، التي تقدّم الضيافة والرعاية لهؤلاء المهاجرين واللاجئين، وهي متواجدة في الصفوف الأمامية.

ولم تخلُ مداخلة المسؤولة في قسم العلاقات مع الدول من تسليط الضوء على أهمية الدفاع عن الحقوق الأساسية لجميع المهاجرين واللاجئين، لافتة إلى أن بعض هذه الحقوق انتُهكت خلال الأزمةالصحية التي نمر بها اليوم، خصوصا الحق في اللجوء وعدم التعرض للطرد. وشددت أيضا على أهمية أن يحصل تعاون أصيل وسط الجماعة الدولية كما ينبغي أن يرتكز هذا التعاون إلى مبدأ تقاسم المسؤوليات، وذلك من أجل ضمان حماية فاعلة والتوصل إلى حلول دائمة وإنقاذ حياة الأشخاص.

بعدها توقفت المسؤولة الفاتيكانية عند الأوضاع الراهنة في مخيمات اللاجئين، مشيرة إلى ضرورة أن تبقى حلا موقتاً لهذا الوضع الطارئ. وأضافت أنه غالبا ما يعيش اللاجئون في أوضاع تفتقر إلى الأمن ووسط ظروف حياتية وصحية متردية. وعبرت عن قلقها حيال هذا الواقع، متوقفة بنوع خاص عند الأوضاع الصعبة التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون المحتجزون في ليبيا، لافتة إلى أنه من الضرورة أن تُبذل الجهود اللازمة كي يُنقل هؤلاء إلى بلدان آمنة، حيث يتم التعامل مع طلبات لجوئهم على وجه السرعة.

هذا ثم تحدثت المسؤولة في قسم العلاقات مع الدول في دولة حاضرة الفاتيكان، عن أهمية توفير التعليم لأبناء اللاجئين والمهاجرين، من خلال تبني سياسات تستثمر في الشبان، وأضافت أن هذا الأمر يشكل أيضا وسيلة لحماية القاصرين من ظواهر الاتجار بالبشر، والعمل القسري وأشكال أخرى من العبودية. ثم لفتت السيدة دي جيوفاني إلى ضرورة تبني مسارات قانونية بديلة من أجل استيطان آمن وطوعي للمهاجرين، وبغية ضمان الحق في العيش والنمو في بلادهم حيث ينعمون بالكرامة والسلام والأمن.

وختمت ممثلة الكرسي الرسولي، فرنشيسكا دي جيوفاني، مداخلتها أمام المشاركين في أعمال اللجنة التنفيذية لبرنامج المفوضية الأممية العليا لشؤون اللاجئين قائلة: إن الجماعة الدولية، وكما التزمت في مكافحة جائحة كوفيد 19 وفيروس كورونا المستجد، يتعين عليها اليوم أن تلتزم - بالقناعة الراسخة نفسها - في التعامل مع جميع الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الهجرة القسرية وذلك من أجل التوصل إلى حلول دائمة لهذه المشاكل ترتكز إلى منظومة متعددة الأطراف تكون فاعلة وتتمحور حول الشخص البشري.          

09 أكتوبر 2020, 11:29