RV15107_Articolo.jpg RV15107_Articolo.jpg 

المطران يوركوفيتش يطالب باسم الكرسي الرسولي بتقليص ديون الدول الفقيرة أمام تبعات وباء فيروس كورونا

التبعات الاقتصادية الخطيرة لوباء فيروس كورونا، والحاجة إلى تقليص ديون الدول الفقيرة وإلى اقتصاد أكثر أخلاقية، كانت هذه أهم النقاط التي تحدث عنها المطران إيفان يوركوفيتش مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات االدولية الأخرى في جنيف خلال مشاركته في الاجتماع التنفيذي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".

شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات االدولية الأخرى في جنيف المطران إيفان يوركوفيتش الخميس 2 تموز يوليو في الاجتماع التنفيذي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد". وفي مداخلته تحدث عما وصفه بالتحدي غير المسبوق الذي يفرضه وباء كوفيد 19، وتوقف عند الأزمة الاقتصادية الناتجة عن حالة الطوارئ هذه واصفا إياها بالفريدة، حيث أثرت على جوانب عديدة ما يتطلب إنعاشا سريعا للاقتصاد يعني خططا استثمارية ومواجهة البطالة المتزايدة وضعف الأسواق المالية وغيرها. وتابع المراقب الدائم مؤكدا أن الأزمة الناتجة عن الوباء تؤثر بشكل خطير على حياة وظروف معيشة سكان الدول النامية، وأضاف أن إحدى الطرق لتخفيف حدة هذا التأثير المدمر تكمن في مواجهة الثقل المتراكم في هذه الدول عبر عقود من الزمن بسبب الديون، وذلك على الصعيدين العام والخاص. وتحدث المطران إيفان يوركوفيتش عن الحاجة إلى أفعال منسَّقة من قِبل الجماعة الدولية لتخفيف ثقل الديون، وهو أمر تحتاج إليه الدول النامية أكثر من أي وقت سابق وذلك لأن هذه مشكلة تواجهها منذ فترة، إلى جانب كون هذه دولا فقيرة لا تتمكن من مواجهة تبعات الوباء. وذكّر في هذا السياق بقدرة المجتمع الدولي على التحرك عند الضرورة، مطالبا بتعزيز ومضاعفة مثل هذه الجهود في هذه المرحلة. طالب المراقب الدائم بالتالي باسم الكرسي الرسولي الأمم كافة بالاستجابة إلى الحاجة القصوى إلى تخفيض، إن لم يكن إلغاء، عبء ديون الدول الأكثر فقرا. وأكد في هذا السياق ترحيب الكرسي الرسولي بما قدم مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية من اقتراحات في هذا المجال خلال الأشهر الأخيرة.

توقف المطران إبفان يوركوفيتش في مداخلته بعد ذلك عند أهمية السير نحو عالم أكثر دمجا واستدامة، وقال إن هذا لا يقتصر على جعل الأسواق تعمل بشكل أفضل من خلال الاسنثمار في رأس المال البشري، تقديم المزيد من التحفيزات، توسيع تمويل الفقراء أو توفير حماية أكبر للمستهلكين، بل يتطلب هذا أفعالا دقيقة ومركزة توجه القيود المفروضة على حركة الموارد وانتشار التقنيات والتي تؤدي إلى نمو غير متجانس في قوة الأسواق. وتحدث المراقب الدائم أيضا عن الحاجة إلى سياسات تصحح الخلل الحالي في الحوكمة الاقتصادية العالمية وتوفر المجال الضروري للتنسيق بين التحديات المحلية والأهداف الدولية. وشدد في مداخلته على أنه، وأمام تعقيد الاقتصاد، لا يمكن تجاهل أو التقليل من أهمية العوامل الأخلاقية والثقافية، حيث أن جذور هذه الأزمة ليست فقط اقتصادية ومالية بل، وفي المقام الأول أخلاقية. وواصل متحدثا عن ضرورة الاعتراف بأولية الأخلاقيات على الاقتصاد، ما يعني تبَني أخلاقيات التضامن. أشار المطران يوركوفيتش من جهة أخرى إلى الحرية التي مُنحت للأسواق خلال العقود الأخيرة لتنظم نفسها بنفسها مفضِلة المكاسب الفورية على الالتزامات بعيدة المدى. ذكَّر أيضا بتقليص الموارد المخصَّصة لقطاع الصحة وبالاستغلال المبالغ فيه للبيئة الطبيعية والتي تعتمد عليها لا فقط الحياة الاقتصادية بل الحياة البشرية بكاملها. تحدث بالتالي عن أخطار تشعر بها بشكل خاص الأجيال القادمة تستدعي التخطيط واتخاذ القرارات بشكل مشترك، وأيضا مقاربة أخلاقية قوية تقوم على المسؤولية عن المستقبل.

ثم ختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم المطران إيفان يوركوفيتش مداخلته في الاجتماع التنفيذي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" مذكرا بحديث البابا فرنسيس في الرسالة العامة "كن مسبَّحا" عن الحاجة إلى "خدمة نوع آخر من التقدم، أكثر سويّةً، وأكثر إنسانية، وأكثر ملائمة للمجتمع وأكثر شمولا".

03 يوليو 2020, 13:32