cardinale Beniamino Stella cardinale Beniamino Stella 

الكاردينال ستيلا يحدثنا عن الإرشاد الجديد الصادر عن مجمع الإكليروس

"الارتداد الرعوي للجماعة الرعوية في خدمة الرسالة التبشرية للكنيسة" هذا هو عنوان إرشاد جديد صدر عن مجمع الإكليروس ونُشر نصه يوم الاثنين الفائت ويتعلق بتجديد البنى الرعوية وإعادة اكتشاف الدعوة الإرسالية لكل شخص معمّد وتخطي فكرة انحسار النشاط الرعوي ضمن نطاق جغرافي محدد.

سلطت الوثيقة الضوء على وجود خطر واقعي اليوم بأن تبقى الرعايا بنيات تنظيمية وبيروقراطية تحافظ على كيانها أكثر من الاهتمام بنشر الإنجيل، وحثّت جميع الرعايا على التنبّه أكثر لأشكال جديدة من الفقر. يضع هذا الإرشاد نفسه في خدمة بعض الخيارات الرعوية التي انطلقت مؤخراً وتم اختبارها من أجل الإسهام في تقييمها وتوجيهها ضمن السياق العالمي، كما أكد رئيس مجمع الإكليروس الكاردينال بنيمينو ستيلا في حديث لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني.

سلط نيافته الضوء في مستهل كلمته على النقص في الكهنة في المجتمعات الغربية، وأشار أيضا إلى التبدل الحاصل في حدود الرعايا، التي ذاب معظمها في المجتمع. وأضاف أنه في سياق المتطلبات الراهنة اليوم كان لا بد من النظر أبعد من واقع ومفهوم الرعية التقليدية. وقال إن الناس اليوم يتنقلون أكثر من الماضي ويترددون إلى الكنائس حيثما يوجدون. ومن هذا المنطلق أبصرت النورَ مشاريع عديدة ترمي إلى إصلاح الجماعات الرعوية وإعادة هيكلة الأبرشيات. كما لا بد أن يؤخذ في عين الاعتبار النطاق القانوني للكنيسة والذي يحمل طابعاً كونيا، مع التشديد على ضرورة أن تستجيب هذه الإصلاحات للمتطلبات الحديثة والحفاظ على الأفق الواسع للكنيسة.

بعدها أكد نيافته أن المؤمنين لا ينتمون إلى مؤسسة أو شركة إنما هم أعضاء في جماعة وعائلة واحدة، ويتعين على إيمانهم بالله أن يحملهم على النظر أبعد من متطلباتهم الشخصية والعائلية، وأن يشعروا بأن نطاق عملهم هو البشرية التي تتخطى حدودنا البيتية. ولفت الكاردينال ستيلا إلى أن كوننا مرسلين يعني أن نخرج من تقوقعنا ومن عائلتنا ونتخلى عن الراحة والرخاء، كي نشعر بانتمائنا للرب، انطلاقا من جمال الإيمان وفرح الإنجيل، ونتقاسم هذا الكنز مع من لا يملكونه ومن فقدوا معنى قيمته، ومن يحتاجون إلى الالتقاء بالرب مجددا والشعور بحضوره في حياتهم.

في رد على سؤال بشأن دعوة الوثيقة إلى تخطي النطاق الجغرافي والمناطقي للرعايا قال رئيس مجمع الإكليروس إنه لا بد أن نشعر أن إيماننا ينبغي أن يُعلن ويُقترح على الآخرين، كي لا يقتصر على جدران الكنائس، لأن الناس يحتاجون إلى هذا الإيمان. من هذا المنطلق شدد نيافته على ضرورة فتح الأبواب وتهوئة الأجواء والخروج من هذا النطاق. وهذه هي الديناميكية التي تحدث عنها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، وهي تعني النظر إلى البعيد، كي نرى الأشخاص المحتاجين إلى الإيمان، ومن يريدون اللقاء مع الله ولا يعرفون السبيل الواجب اتباعه.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أكد الكاردينال ستيلا أن الرعية مدعوة اليوم لأن تصير مركزا للبحوث، ويتعين على الكهنة والشمامسة والمكرسين أن يعرفوا كيف يخرجون من نطاقهم الضيق كي يكتشفوا غنى الأشخاص من خلال الاحتكاك معهم. كما ينبغي على الكاهن أن يوجه معاونيه ويساعد العائلات على الخروج من تقوقعها والبحث عن الأناس البعيدين. 

22 يوليو 2020, 10:19