2019.05.23 conf. stampa caritas internationalis 2019.05.23 conf. stampa caritas internationalis 

التقرير السنوي لهيئة كاريتاس: الأوضاع في الشرق الأوسط تدهورت بصورة مأساوية

إلغاءُ الديون الخارجية التي تلقي بثقلها على البلدان الفقيرة وإعادةُ النظر في العقوبات التي تستهدف المدنيين ولا تأتي بأي ثمار أخرى. هذا هو النداء الذي أطلقته هيئة كاريتاس الدولية في تقريرها السنوي الذي تمنى فيه رئيس الهيئة الكاردينال تاغل تضامنا جديدا للمستقبل داعيا إلى العمل من أجل وقف إطلاق النار على الصعيد العالمي.

تطرق التقرير بشكل مسهب إلى الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط. ففي لبنان اعتبر أن هذا البلد يدفع ثمن سنوات من السياسات الاقتصادية القصيرة النظر، فضلا عن انعكاسات العقوبات الدولية المفروضة على الحكومة السورية، مع العلم أن سورية كانت الشريك التجاري الأول للبنان على الصعيد الإقليمي.

إزاء هذه السيناريوهات المقلقة على الساحة العالمية عبّر الكاردينال تاغل عن أمنيته بأن تشكل التبدلات الكثيرة التي نشهدها اليوم مناسبة لتعزيز التضامن في المستقبل. وذكّر بأننا كلنا أعضاء في عائلة بشرية واحدة داعيا إلى عدم نسيان التعاضد الذي شهدناه خلال جائحة كوفيد 19. وشدد نيافته على أهمية أن تعزَّز القدرة على التصدي للأوضاع المأساوية شأن الجوع في العالم والحروب وأعمال العنف التي تدوس الحياةَ البشرية وكرامةَ الأشخاص. وشجع أيضا الجميع على تبني النظرة الشاملة التي تحدث عنها البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحاً"، واتخاذ خطوات ملموسة تقود إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد العالمي.

من جانبه سلط الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية ألويزوس جون الضوء على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أنها تدهورت بصورة مأساوية خلال الأشهر الستة الماضية، وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية والحظر المفروضَين على سورية ساهما في تفاقم الأوضاع. واعتبر السيد جون أن العقوبات الأحاديةَ الجانب - بمعزل عن الحوار والمفاوضات - لم تحقق قط أهدافها المرجوة، بل على العكس لقد جاءت دوما بالنتائج العكسية، لأنها تقضي على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً وهشاشة.

ولم يخلُ تقرير كاريتاس من الإشارة إلى مشكلة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، في وقت بات فيه الناس عاجزين عن شراء المواد الغذائية، وسط انتشار سوء التغذية وتنامي الغضب حيال الجماعة الدولية. ولفت التقرير إلى أن الوضع يزداد خطورة بالنسبة لشرائح المجتمع الأكثر ضعفاً وهشاشة شأن الأطفال والنساء والمسنين الذين يعانون أصلاً من الحروب والتوترات والأصولية ووباء كوفيد 19. وذكّر السيد جون في هذا السياق بأن الفقراء هم دوما من يتحمّلون الثمن الأكبر قائلا: إننا ننظر اليوم بأعين القلق إلى لبنان الذي كان دوما نموذجاً للتوزان بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط كلها، ورسالةَ حرية ومثالاً للتعددية لدى الشرق والغرب على حد سواء، كما كان يقول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

أما مديرة كاريتاس لبنان السيدة ريتا رحيّم فأكدت أن نسبة خمسة وسبعين بالمائة من اللبنانيين يحتاجون اليوم إلى المساعدة في وقت فقدت فيه العملة المحلية نسبة ثمانين بالمائة من قيمتها. وأعلن ألويزوس جون في هذا السياق أن ما يثير القلق أيضا حيال الوضع في لبنان هو أن هذا البلد كان دوما مركزا رئيسا لإرسال المساعدات إلى الدول المجاورة شأن سورية والعراق وإن لم يتحسن الوضع فستكون النتائج كارثية في المنطقة كلها. 

18 يوليو 2020, 11:09