SPAIN-HEALTH-VIRUS SPAIN-HEALTH-VIRUS 

الأمين العام لكاريتاس الدولية: على الإنسانية أن تتعلم كيف تكافح فيروس الأنانية واللامبالاة

أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقابلة مع الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية ألويزوس جون تمحورت حول الحالة الصحية التي يعيشها العالم اليوم نتيجة جائحة كورونا، مسلطاً الضوء على بعض النشاطات التي تقوم بها الهيئة الخيرية الكاثوليكية وشدد على ضرورة أن تستخلص الإنسانية العِبَر للمستقبل وتتعلم كيف تكافح فيروس الأنانية واللامبالاة.

أكد السيد جون أن كاريتاس توجد اليوم في الصفوف الأمامية، إذ تسعى جاهدة إلى مد يد العون للمحتاجين مع التقيد بكل الإجراءات الهادفة إلى احتواء تفشي الفيروس مشيرا إلى أن مكافحة هذا الوباء تتطلب تعاوناً دوليا. وحذّر أيضا من مغبة ممارسة التمييز بحق الأشخاص المصابين بالفيروس، لاسيما فئات المجتمع الأكثر ضعفاً وتهميشا، شأن المهاجرين واللاجئين، مشيرا إلى أن التصدي للجائحة ليس مسؤولية تُلقى على عاتق الحكومات المحلية والوكالات الدولية وحسب، بل ينبغي أن يساهم المجتمع المدني والجماعات الدينية في هذه الجهود.

وتابع مؤكدا أن كاريتاس الدولية تواصل نشاطها وأعمالها الخيرية، وهي ترافق الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19، ومن تأثروا به بشكل مباشر أو غير مباشر، لافتا في هذا السياق إلى أهمية عملية جمع المعلومات وتوعية الناس. وأكد أن جميع الأشخاص بحاجة إلى الحصول على التوجيهات اللازمة لتفادي الإصابة بالفيروس، وكاريتاس تشارك في حملات التوعية هذه من خلال شبكة الاتصالات التي تملكها وعبر الإذاعة والتلفزيون. كما أن الهيئة لم توقف خدماتها المعتادة لصالح الفقراء في إيطاليا، فهي تستمر في توفير وجبات الطعام والمأوى للعديد من المحتاجين، مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة، وقامت أيضا بإنشاء خلية خاصة للتعامل مع الأزمة الراهنة وهي تدرك تماما أن انتشار الفيروس لا يمكنه أن يعيق الخدمات التي يستفيد منها الفقراء.

بعدها لفت السيد ألويزوس جون إلى الترابط القائم اليوم بين المجتمعات والشعوب، معتبرا أن مكافحة الفيروس تتطلب مسؤولية جماعية. وشدد على ضرورة أن تُمد يد المساعدة أيضا إلى مَن تأثروا من الأزمة مع أنهم لم يصابوا بالفيروس، معرباً عن قلقه حيال مصير الملايين من الأشخاص الذين فقدوا مورد رزقهم، لاسيما في البلدان الأشد فقراً. وقال: لقد آن الأوان كي نُظهر تضامننا ومحبتنا حيال هؤلاء الأشخاص. وذكّر الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية بما جاء على لسان البابا يوم الجمعة الماضي عندما تمنى فرنسيس أن يُظهر فيروس كورونا أفضل ما يوجد لدى الإنسان، وشدد السيد جون على أهمية أن تبرز إنسانيتنا لأننا كلنا بشر في نهاية المطاف ويتعين علينا أن نعيش مع بعضنا البعض كأعضاء في عائلة بشرية واحدة.

وفي رد على سؤال حول النشطات التي تقوم بها كاريتاس الدولية لمساعدة المحتاجين في أفريقيا وآسيا قال الأمين العام إن الجائحة لم تتفشى بشكل كبير في القارة الأفريقية لحسن الحظ، مضيفا أنه يتم النظر في التعاون المطلوب بين الهيئة والكنائس المحلية بغية مواجهة الأزمة. أما في آسيا فقد تبنت السلطات في العديد من الدول إجراءات صارمة جداً، لاسيما في الهند وسريلانكا، وتسعى كاريتاس بالتعاون مع الكنائس المحلية إلى توعية الناس على السلوك الواجب تبنّيه لتفادي انتشار هذا الفيروس.

في سياق حديثه عن الدور الذي يمكن أن يلعبه المتطوعون في هذا الظرف قال الأمين العام لهيئة كاريتاس الدولية إن هؤلاء الأشخاص مستعدون للقيام بواجبهم، لكن لا بد من اتخاذ كل الإجراءات الوقائية، مشيرا أيضا إلى أهمية ابتكار وسائل بديلة لمساعدة المحتاجين. أما فيما يتعلق بتأثير الجائحة على فئات المجتمع الأشد ضعفاً وتهميشاً شأن المهاجرين واللاجئين قال السيد جون إن هذا الفيروس علّمنا أمثولةً مفادها أن الإنسانية لا تعرف حدوداً عرقية أو طبقية أو دينية أو اقتصادية، مذكرا بأن البابا فرنسيس حثّنا - في أكثر من مناسبة - على عيش الإنسانية الموجودة داخل كل شخص.

تابع الأمين العام لهيئة كاريتاس قائلا: على الإنسان أن يدرك أنه ليس خالدا وقد أظهر لنا هذا الفيروس مدى الهلع الذي أصاب العالم كله خلال فترة ثلاثة أشهر فقط. لقد آن الأوان أن نفتح قلوبنا، وأن نعيش الأخوّة ونقبل الآخر. لقد تعلمنا أننا نحتاج إلى بعضنا البعض كي نتمكن من مواجهة عدو مشترك. في الختام شدد السيد جون على ضرورة أن تتعلم الإنسانية اليوم درساً للمستقبل يتعلق بتكاتف الجهود من أجل مكافحة فيروس من نوع آخر، ألا وهو فيروس الأنانية واللامبالاة. كما ينبغي أن نتعلم كيفية الدفاع عن قيمة الكائن البشري، وهذا ما تعمل عليه كاريتاس الدولية.

 

02 أبريل 2020, 11:10