الكاردينال لينواردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية في الأرض المقدسة 2 تشرين الأول أكتوبر 2019 الكاردينال لينواردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية في الأرض المقدسة 2 تشرين الأول أكتوبر 2019 

رسالة عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري لمناسبة حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة

المكانة الخاصة للأرض المقدسة ومسيحييها بالنسبة للكنيسة، المحن التي تعرضت لها الكنيسة في الأرض المقدسة والشرق الأوسط، واهتمام الكنيسة الجامعة بهذه المنطقة، هذا ما تمحورت حوله الرسالة التي وجهها الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية الأساقفة في العالم لمناسبة حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة.

لمناسبة حملة جمع التبرعات من أجل الأرض المقدسة يوم الجمعة العظيمة وجه الكاردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية رسالة إلى الأساقفة الكاثوليك في جميع أنحاء العالم. وتحدث في البداية عن الأسبوع المقدس والثلاثية الفصحية بشكل خاص كزمن للتأمل في آلام المخلص، ولتذكُّر أن المسيح هو أيضا في آلام مَن يبدو أنهم لا يعرفون سوى الجمعة العظيمة، الأشخاص المتألمين جراء الوحدة، الحرب، الجوع، الرفض والتخلي.

ذكَّر عميد مجمع الكنائس الشرقية بعد ذلك بما جاء في صلاة البابا فرنسيس في ختام رتبة درب الصليب في 19 نيسان أبريل 2029، حين تحدث قداسته عن شرور وآلام العالم رابطا إياها بصليب يسوع، مشيرا إلى "صليب الجائعين إلى الخبز والحب؛ صليب الأشخاص الوحيدين والمتروكين حتى من أبنائهم ومن أهلهم؛ صليب العطاش للعدالة والسلام؛ صليب الذين يفتقرون لعزاء الإيمان؛ صليب المسنّين الذين يجرّون أنفسهم تحت ثقل السنين والوحدة؛ صليب المهاجرين الذين يجدون الأبواب مغلقة بسبب الخوف من القلوب التي تقسّيها الحسابات السياسيّة؛ صليب الصغار المجروحين في براءتهم وطهارتهم؛ صليب البشريّة التي تهيم في ظلام الشك وظلمة ثقافة المؤقّت". وختم الأب الأقدس حينها الصلاة: "أيها الرب يسوع أنعش فينا رجاء القيامة وانتصارك النهائي على الشر والموت".  

توقف الكارينال ساندري بعد ذلك عند الأرض المقدسة والتي عاش فيها يسوع الآلام محولا إياها إلى فعل فداء بفضل محبة غير متناهية. وتابع مشيرا إلى ما لهذه المنطقة، وبشكل خاص لمسيحييها، من مكانة في قلب الكنيسة الجامعة والتي حين تعبِّر عن تضامنها فإنها، وكما تابع عميد المجمع، تقوم بفعل إعادة لأن الكنيسة بكاملها قد تلقت من أورشليم هبة وفرح الإنجيل والخلاص في يسوع المسيح. وأضاف ان الوعي بالهبة التي حصلنا عليها يحفز بشكل أكبر على أن نهب بفرح وسخاء.  

ثم تحدث عميد مجمع الكنائس الشرقية في رسالته عن المحن التي تعرضت لها عبر القرون الكنيسة في الأرض المقدسة والشرق الأوسط بكامله، محن لم تنتهِ بعد. وتوقف في هذا السياق عند تراجع أعداد المؤمنين ما يهدد بزوال التقاليد المسيحية المختلفة التي تعود إلى القرون الأولى، وأيضا عند الحروب القاسية والطويلة التي أسفرت ولا تزال عن ملاين اللاجئين وتؤثر على مستقبل أجيال بكاملها تُحرم من حقوق أساسية. وأكد الكاردينال ساندري مواصلة الكنيسة العمل من أجل حماية الوجود المسيحي ومنح صوت لمن لا صوت له، وهو ما تقوم به على الصعيد الرعائي والليتورجي، وأيضا عبر التربية من خلال مدارسها التي لها دور أساسي في حماية الهوية المسيحية وبناء التعايش الأخوي، وخاصة مع المسلمين في ضوء وثيقة الأخوّة الإنسانية. تحدث أيضا عن   مواصلة الكنيسة بفضل سخاء المؤمنين في العالم بأسره توفير مساكن وفرص عمل ومساعدات ملموسة حيثما يسود الفقر وخدمات صحية. شدد من جهة أخرى على أهمية حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة بالنسبة للعناية المزارات، أي تلك الأماكن التي تحفظ ذكرى الوحي الإلهي وسر التجسد والفداء، الأماكن التي تجد فيها الجماعات المسيحية المحلية أسس هويتها.

وفي ختام رسالته إلى أساقفة العالم لمناسبة حملة التبرعات من أجل الأرض المقدسة دعا عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الأساقفة والكهنة، المكرسين والمؤمنين إلى العمل على إنجاح الحملة، كما ونقل إليهم شكر قداسة البابا فرنسيس.     

 

04 مارس 2020, 14:33