الكاردينال غيكسوت يتحدث عن صفات الكاردينال الراحل توران الكاردينال غيكسوت يتحدث عن صفات الكاردينال الراحل توران 

الكاردينال غيكسوت يتحدث عن صفات الكاردينال الراحل توران

شارك رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت في أعمال مؤتمر نظمته جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في ميلانو إحياء لذكرى رئيس المجلس السابق، الكاردينال الراحل جان لوي توران.

ألقى نيافته مداخلة خلال الأعمال، التي جرت بعد ظهر أمس الخميس، وتمحورت حول شخصية سلفه الذي ترأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان طيلة إحدى عشرة سنة ووافته المنية منذ سنة ونصف السنة. وقد شارك في اللقاء أيضا بالإضافة إلى رئيس الجامعة فرانكو أنيلّي، وائل فاروق أستاذ اللغة والأدب العربي ومحمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام الرابطة المسلمة الدولية الذي لعب دوراً في تعزيز العلاقات بين المسلمين والكاثوليك.

بالعودة إلى مداخلة الكاردينال غيكسوت شاء المسؤول الفاتيكاني أن يسلط الضوء على التزام الكاردينال توران الدؤوب والمسؤوليات التي ميّزت خدمته الكنسية، فضلا عن أدائه للعمل الدبلوماسي، مع العلم أن نيافته كان من أقرب معاوني الكاردينال توران طيلة ست سنوات عندما كان يشغل منصب أمين سر للمجلس البابوي للحوار بين الأديان. وذكّر المؤتمرين بأن الكاردينال الراحل عمل في السفارة البابوية في لبنان، خلال سنوات الحرب الأهلية الأليمة، قبل أن ينتقل إلى قسم العلاقات مع الدول التابع لأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان.

ولفت غيكسوت إلى أن البابوات السابقين ثمنوا الإسهام القيّم الذي قدمه توران للكنيسة مضيفا أنه ترك بصمته في حياة الكنيسة الكاثوليكية. وذكّر بأن البابا فرنسيس عبّر عن قربه وعطفه حيال الكاردينال الراحل خلال مراسم التشييع وقد بقي إلى جانب النعش طوال فترة الرتبة. وأشار نيافته إلى أن البابا برغوليو وخلال افتتاحه معرضاً في جامعة اللاتيران حول موضوع "فن الخطّ من أجل الحوار" في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر الماضي، أكد أن الكاردينال الفرنسي عمل على بناء السلام وكانت حياته كلها تتجه نحو الحوار: أولا الحوار مع الله الذي نمّاه توران طيلة حياته؛ ثانيا الحوار مع الشعوب والحكومات والمؤسسات الدولية، وقد لعب دور الوسيط في العديد من المحادثات التي أفضت إلى اتفاقات وحلول لصراعات كانت تهدد السلام وتحد من حقوق الإنسان وتنال من حرية الضمير؛ ثالثا الحوار بين الأديان والذي لم يسع فيه إلى تسليط الضوء على النقاط المشتركة الموجودة أصلا، بل إلى إيجاد نقاط مشتركة جديدة.

بعدها أكد نيافته أن شخصيات تنتمي إلى ديانات أخرى شاركت في مراسم تشييع الكاردينال الفرنسي وأرادت أن تكرّم رجلاً تمتع بالصدق والشجاعة والانفتاح على الآخرين. ومن بين الشخصيات التي عزّت به إمام الأزهر أحمد الطيب الذي كتب أن توران كان رجل دين قدّم إسهاماً كبيراً في مجال تعزيز الثقافة والتفاهم المتبادل. ختاما ذكّر غيكسوت بآخر زيارة قام بها مع توران إلى الرياض عام 2018 والتي أبدى فيها هذا الأخير، وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية، إيمانا راسخا ورغبة كبيرة في الحوار تحركه القناعة بأن المسيحيين والمسلمين قادرون على تقديم إسهام كبير بغية تحقيق السلام في العالم.

17 يناير 2020, 14:10