رئيس الأساقفة أوزا رئيس الأساقفة أوزا 

الكرسي الرسولي يشدد على وضع الإنسان في صلب كل نشاط اقتصادي ومالي

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العمومية للمنظمة حول أهمية العمل على تحقيق التنمية البشرية المتكاملة.

استهل الدبلوماسي الفاتيكاني كلمته مؤكدا أن الكرسي الرسولي عازم على مواصلة تعاونه مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق الخير العام والتنمية البشرية المتكاملة في أنحاء الأرض كلها. وعبّر عن ترحيبه بالجهود التي تبذلها المنظمة الأممية من أجل تحقيق تنمية مستدامة، منصفة ومتكاملة، مشيرا إلى ضرورة أن يوضع الكائن البشري وخير الناس كافة في صلب أي نشاط مالي أو اقتصادي تقوم به المنظمة.

وذكّر سيادته بالكلمة التي ألقاها البابا فرنسيس احتفالا بالذكرى السنوية السبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدا فيها أن النظرة التي تحجّم الكائن البشري تمهّد الطريق أمام انتشار الظلم وانعدام المساواة والفساد، في وقت يشكل فيه احترام كرامة الإنسان والحقوق غير القابلة للتصرف، بالنسبة للعائلة البشرية بأسرها، ركيزة الحرية والعدالة والسلام والتنمية البشرية المتكاملة.

بعدها أكد رئيس الأساقفة أوزا أن اللجان العامة الستّ للجمعية العمومية للأمم المتحدة تتلاءم مع المجالات الأساسية الواردة على جدول الأعمال، وهي تسعى إلى تقديم سلسلة من التوصيات ومسودات القرارات من أجل دفع المزيد من الجهود ضمن منظومة الأمم المتحدة ووسط الجماعة الدولية. وشدد في هذا السياق على أهمية احترام حقوق الإنسان والكرامة البشرية في إطار محاربة الفقر وتعزيز التنمية البشرية المتكاملة. ولفت إلى أن هذا الأمر يساهم في تقدّم أنظمة مالية واقتصادية أكثر عدلاً وشمولية.

وعبر الدبلوماسي الفاتيكاني في ختام مداخلته عن أمله بأن تصب النقاشات اهتمامها على مسائل أساسية، شأن التنمية الاقتصادية، واستئصال الفقر، وتمويل التنمية، وتعزيز القطاع الزراعي والأمن الغذائي حول العالم، مذكراً بأن كل هذه القضايا تتعلق ببقاء الأفراد والشعوب على قيد الحياة، وهي بالتالي تتطلب اهتماماً كبيراً من قبل الجميع.

مداخلة ثانية ألقاها رئيس الأساقفة أوزا أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة تمحورت حول حقوق الأطفال، وقال إن قادة العالم وقعوا لثلاثين سنة خلت على تعهّد تاريخي متبنّين معاهدة حقوق الطفل، وصارت هذه الوثيقة في طليعة المعاهدات التي تم التصديق عليها في أنحاء العالم كافة، وقد ساهمت في الدفاع عن كرامة ومصالح الصغار حول العالم.

وأكد سيادته أن الكرسي الرسولي يعتبر هذه الذكرى الثلاثين مناسبة ملائمة من أجل التفكير جدياً في الخطوات المتخذة بغية حماية الصغار والتي توفر لهم التنمية الاجتماعية والفكرية، والجسدية والنفسية والروحية. وقال إن هذا الأمر يكتسب اليوم أهمية كبيرة لأنه على الرغم من الخطوات التي حُققت على هذا الصعيد ما يزال العديد من الأطفال يفتقرون إلى حقوقهم الأساسية، بسبب أوضاع الفقر المدقع، وانعدام المساواة، والصراعات المسلحة والأزمات الإنسانية العديدة.

وأضاف أوزا أن بعثة الكرسي الرسولي تود أن تتوجه بالشكر إلى الأمين العام للأمم المتحدة على الاهتمام الذي يخص به الأطفال الذين يفتقرون إلى رعاية الوالدين. وشدد على أن هذا الأمر يحتاج إلى الاهتمام الكافي نظرا إلى انتشار ظاهرة تفتت العائلات، مذكراً بأن تقرير الأمين العام أظهر أن هؤلاء الأطفال هم أكثر من غيرهم عرضة للإقصاء والعنف والانتهاكات والاستهتار والاستغلال.

بعدها ذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بأن معاهدة حقوق الطفل تُقر بأن العائلة هي الخلية الطبيعية والأساسية في المجتمع، وبالتالي ينبغي ألا يوفّر أي جهد من أجل ضمان حق الطفل في النمو في بيئة عائلية يختبر فيها الحبّ والحماية والأمن، كما أن المعاهدة تقر بحق الوالدين في اختيار التربية الملائمة لأبنائهم. وذكّر في الختام بالموقف الذي عبّر عنه الكرسي الرسولي لدى تصديقه على المعاهدة عندما أكد أن الوثيقة تعكس مبادئ تبنتها المنظمة الأممية، وتتطلب حماية الأطفال قبل الولادة وبعدها.

11 أكتوبر 2019, 11:30