المطران بول هيندر المطران بول هيندر 

المطران هيندر يعلق على تشكيل اللجنة العليا لمتابعة أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية

تطرق النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر إلى الحرب المنسية في اليمن حيث الأوضاع تزداد مأساوية يوماً بعد يوم، وعلّق سيادته على تشكيل اللجنة المعنية بمتابعة الأهداف الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّع عليها البابا فرنسيس والأمام أحمد الطيب في أبو ظبي خلال زيارة البابا إلى الإمارات العربية المتحدة في الشتاء الماضي.

أكد المطران هيندر في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أن الوضع في اليمن يبقى مأساوياً خصوصا مع فتح جبهة جديدة في الصراع الدائر بين القوات الموالية للملكة العربية السعودية ومجموعات مسلحة مدعوة من قبل الإمارات العربية المتحدة، مع العلم أن الطرفين يقاتلان ضد تنظيم الحوثيين المدعوم من قبل إيران. ويشهد اليمن حرباً منذ العام 2014 أسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى، في وقت أعلنت فيه منظمات مستقلة أن حصيلة الضحايا بين كانون الثاني يناير 2016 وتموز يوليو 2018 بلغت حوالي سبعة وخمسين ألف قتيل.
وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن الحرب المستعرة في اليمن ولّدت أخطر أزمة إنسانية يشهدها العالم، حيث يوجد أربعة وعشرون مليون يمني، أي حوالي ثمانين بالمائة من مجموع عدد السكان، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية في وقت يثير فيه المخاوفَ تفشّي داء الكوليرا. هذا ويصل عدد الأطفال الجنود إلى ألفين وخمسمائة طفل، فيما تزوّج نصف الفتيات دون الخامسة عشرة من العمر. وما يزيد الطين بلة الصراع الذي برز حديثاً بين التشكيلات المسلحة المناهضة للحوثيين. وخلال الأسابيع الماضية تخطى الصراع نطاق مدينة عدن وبلغ منطقة تعز وسط البلاد. ويرى المطران هيندر أن الحوار بين الجهات المتنازعة بات شبه مستحيل لأن كل طرف من أطراف النزاع يريد لنفسه النصر النهائي، معربا عن تمنيه بإنشاء نظام فدرالي في اليمن.
أكد النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية أن الصراع في اليمن صار مؤلماً وعنيفاً للغاية في بعض مناطق البلاد مشيرا إلى انتشار الجوع وتفشي الأمراض، ناهيك عن نزوح أعداد كبيرة من المواطنين باتجاه البلدان المجاورة. وقال: سنرى ما إذا كانت القوات المتناحرة قادرة على الجلوس حول طاولة المفاوضات كي تعقد حواراً مثمراً، ولم يُخفِ سيادته تشاؤمه حيال هذه الإمكانية معتبراً أنها باتت اليوم شبه مستحيلة. ولفت إلى أن تمسك كل طرف بتحقيق النصر لا يشكل نقطة انطلاق مشجّعة لمفاوضات مثمرة. وأضاف أنه إن لم يتحقق السلام في هذا البلد يمكن أن يتمثّل الحل في قيام فدرالية تكنّ فيها الأطراف احتراماً متبادلاً، لكن مع ذلك يبقى هذا الحل صعباً نظراً للأوضاع الراهنة على الأرض.
وفي سياق حديثه عن مبادرة تشكيل لجنة عليا لمتابعة أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية عبّر المطران بول هيندر عن سروره لهذا الأمر لافتا إلى أن حكومة الإمارات العربية المتحدة شاءت هذه المبادرة كي تعطي متابعة للعملية التي انطلقت مع التوقيع على هذه الوثيقة الهامة من قبل البابا فرنسيس والإمام أحمد الطيب في أبو ظبي في الرابع من شباط فبراير الماضي. وقال سيادته: لنرى الآن ما هي الثمار التي ستنتج عن هذه اللجنة العليا، لافتا إلى أن الحكومة الإماراتية تريد أن تبني بيتاً يضم أتباع الديانات السماوية، على أمل أن يشكل هذا البيت "الإبراهيمي" رمزاً لمتابعة العمل في هذا الاتجاه. ولفت في الختام إلى أن الشعب يتطلع إلى الثمار التي ستعطيها هذه الوثيقة التاريخية، أكان على صعيد المدارس أم في إطار التعليم الخاص بالكنيسة الكاثوليكية، مشددا على أهمية الحفاظ على الاحترام المتبادل حيال دين الآخر، لأن الآخر هو قريبي وينبغي أن أعيش معه.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا رحب بهذه المبادرة وعبر عن تشجيعه لعمل اللجنة من أجل نشر الوثيقة وتوجه بالشكر إلى الإمارات العربية المتّحدة على الالتزام الملموس لصالح الأخوّة الإنسانية متمنياً أن تتكاثر في العالم مبادرات مشابهة، حسبما أعلن مدير دار الصحافة الفاتيكانية.

28 أغسطس 2019, 13:48