صورة من الأرشيف لاستقبال البابا وفدا من حاخامات إسرائيل 19 تشرين الثاني 2018 صورة من الأرشيف لاستقبال البابا وفدا من حاخامات إسرائيل 19 تشرين الثاني 2018 

اللقاء الرابع والعشرون للجنة الاتصال الكاثوليكية – اليهودية الدولية

نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا تطرقت فيه إلى اللقاء الرابع والعشرين للجنة الاتصال الكاثوليكية – اليهودية الدولية والذي عُقد في روما خلال الأيام الماضية وبالتحديد من الثالث عشر وحتى السادس عشر من أيار مايو الجاري.

هذه اللجنة الدولية هي الهيئة التي تربط بين لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود واللجنة الدولية اليهودية من أجل المشاورات بين الأديان والتي تضم منظمات عالمية يهودية مُكلفة بإقامة علاقات رسمية مع باقي الهيئات الدينية العالمية. ذكّرت الصحيفة الفاتيكانية بأن لجنة الاتصال الكاثوليكية – اليهودية الدولية عقدت أول اجتماع لها في العام 1971 وكان ذلك في العاصمة الفرنسية باريس، وقد طبع هذا الحدث التاريخي إقامة علاقات بين اليهودية والكنيسة الكاثوليكية في أعقاب صدور البيان المجمعي "في عصرنا" الذي دشّن مرحلة جديدة من العلاقات بين الكاثوليك واليهود.
الاجتماع الرابع والعشرون للجنة استضافه مجلس أساقفة إيطاليا بالتعاون مع لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهودية، وشاركت فيه وفود قدمت من بلدان عدة، وقد شهدت الأعمال مشاركة شخصيات مرموقة في إيطاليا، من بينها رئيس الوزراء جوزيبيه كونتيه، فضلا عن الكاردينال كورت كوخ والحاخام دانيال بوليش، اللذين تطرقا في مداخلتيهما إلى أهداف المشاركين في الأعمال وتطلعاتهم. وكانت أيضا مداخلات لرئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال غوالتييرو باسيتي ورئيسة اتحاد الجاليات اليهودية الإيطالية السيدة نويمي دي سينيي، فضلا عن ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية والجالية اليهودية في روما. جرت الأعمال حول موضوع "شعوب، أفكار وحدود في تحرّك"، وعكست اهتمام الطرفين – الكاثوليكي واليهودي – في مواجهة التحديات الكبيرة المطروحة اليوم أمامنا، وفي طليعتها ظاهرة الهجرة العالمية. وتمت الإشارة أيضا إلى الأيديولوجيات والسياسات والمواقف العدائية التي رافقت هذه الظاهرة العالمية.
وأقر المؤتمر بالخيارات الجذرية والمؤلمة غالباً التي يتعين أن يتخذها يومياً صانعو القرارات السياسية والمؤسسات الاجتماعية والقادة الدينيون. وتم تسليط الضوء في هذا السياق على المبادرات التي اتخذتها حكومات العالم حيال هذه الظاهرة وسبل تعامل المنظمات غير الحكومية مع الإجراءات والسياسات المتّبعة. ولم تخل المداخلات من الإشارة إلى بعض الأعمال البطولية التي سُجلت في مختلف الأوساط الكاثوليكية واليهودية من أجل التعامل مع هذه الظاهرة والتجاوب مع الأزمة الإنسانية الكبيرة الناجمة عنها. وعبرت الوفود عن التزامها في البحث عن الوسائل الكفيلة في مواجهة كل التحديات المرتبطة بتنقل الأشخاص على الصعيد المحلي، الوطني والدولي.
هذا ثم لفتت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو في مقالها إلى أنه تسنت للمشاركين في هذا المؤتمر فرصة لقاء البابا فرنسيس يوم الأربعاء الفائت في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين، وأشارت إلى أن البابا أكد أن الاجتماع الذي تعقده اللجنة يرمي إلى تطوير نقاط التقاء وتعزيز قدر أكبر من التعاون، مضيفا أن النقاشات تتناول أيضا قضايا آنيةً، شأن المقاربة المشتركة حيال اللاجئين، والسبل الكفيلة في مساعدة هؤلاء، بالإضافة إلى مشكلة تنامي معاداة السامية، والقلق الناجم عن اضطهاد المسيحيين في مناطق عدة من العالم.
وكان البابا فرنسيس قد وجّه كلمة تشجيع إلى ضيوفه مؤكدا لهم أن الحوار هو السبيل الذي يسمح بتحقيق تفاهم أفضل بين الطرفين وبالعمل معاً من أجل خلق جو، لا يتّسم بالتسامح وحسب، بل أيضا بالاحترام بين الديانات. وقال لهم: إن قوتنا هي القوة اللطيفة للتلاقي، لا للتطرف الذي يبرز في بعض المناطق اليوم، والذي يقود إلى الصراعات وحسب.

20 مايو 2019, 11:45