بحث

رئيس الأساقفة غالاغر رئيس الأساقفة غالاغر 

زيارة أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى جنوب السودان

قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر بزيارة إلى جنوب السودان بغية التعبير عن دعم الكرسي الرسولي لهذا البلد الأفريقي الفتي الذي ما يزال يشكل مسرحاً لأعمال العنف، وجاءت الزيارة قبل أيام على "خلوة روحية" سيقوم بها في الفاتيكان رئيس البلاد سالفا كير والنائب السابق للرئيس ريك ماشار كما ذكر مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي السيد أليساندرو جيزوتي.

تمنى رئيس الأساقفة غالاغر – بحسب مقال نشرته صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية – أن ينعم جنوب السودان بالسلام من خلال تعزيز الحوار وإعطاء دفع جديد لعملية المصالحة. وقد كان في استقبال سيادته في مدينة جوبا التي وصلها في الحادي والعشرين من آذار مارس الفائت وفد من الكنيسة المحلية فضلا عن ممثلين عن المؤسسات في جنوب السودان، إلى جانب حشد من المؤمنين. والتقى الدبلوماسي الفاتيكاني أساقفة جنوب السودان، الذي نال استقلاله عن السودان في العام 2011، متطرقاً معهم إلى مسائل تتعلق بالتحديات الرعوية التي تواجهها الكنيسة بالإضافة إلى الأوضاع الراهنة في البلاد في أعقاب الحرب الأهلية التي دامت خمس سنوات. وأضافت الصحيفة الفاتيكانية أن الأساقفة المحليين عبروا لضيفهم الفاتيكاني عن امتنانهم للبابا فرنسيس على الاهتمام الذي يخص به بلدهم، وتمت الإشارة – في إطار جهود المصالحة الوطنية – إلى الرسالة الرعوية الأخيرة التي وجهها أساقفة جنوب السودان إلى المؤمنين وتناولوا فيها عملية إعادة إحياء اتفاق حل الصراع في جنوب السودان والذي تم التوقيع عليه في الثاني عشر من أيلول سبتمبر من العام 2018 في أديس أبيبا من قبل الأطراف المورطة في النزاع.

وخلال زيارته لجنوب السودان عقد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول اجتماعا مع رئيس البلاد سالفا كير، وتم التطرق أثناء المباحثات إلى العلاقات الثنائية الجيدة القائمة بين جنوب السودان والكرسي الرسولي، مع التذكير بالزيارة التي قام بها الرئيس كير إلى الفاتيكان لأكثر من أسبوعين خليا. وتناولت المحادثات الثنائية أيضاً الوضع العام في البلد الأفريقي وسبل تطبيق الاتفاقات السياسية الموقعة مؤخراً، مع التأكيد على دعم الكرسي الرسولي لعملية السلام. هذا وزار رئيس الأساقفة غالاغر أيضا حرم الجامعة الكاثوليكية في جنوب السودان والتي توفّر التعليم العالي لزهاء ألف وخمسمائة طالب، وحدثهم سيادته عن الآفاق المتاحة اليوم أمام ولادة أمة تنعم بالسلام ويتمتع فيها المواطنون بكراماتهم. كما قام بتبريك حجر الأساس لمعهد الدراسات حول العدالة والسلام، وزرع شجرة إحياء للذكرى السنوية العاشرة لنشأة هذا الصرح التعليمي في جوبا. وفي مقر البعثة الدبلوماسية البابوية في العاصمة جوبا عقد غالاغر لقاء مع وفد من المعارضة ترأسته أنجيلينا تيني عقيلة زعيم المعارضة ريك ماشار، وتبادل مع ضيوفه وجهات النظر بشأن الاتفاق الموقع في أيلول سبتمبر الماضي.  

هذا واحتفل المسؤول الفاتيكاني بالقداس في معهد القديس بولس الإكليريكي العالي في جوبا بحضور طلاب المعهد وأساتذتهم، وشجع الحاضرين على اتباع الرب بأمانة ووضع أنفسهم في خدمة الكنيسة. بعدها توجه سيادته إلى مخيم المهجرين الكائن على مقربة من جوبا، والذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وتقدم المساعدة لحوالي اثنين وثلاثين ألف شخص، معظمهم من القاصرين. في وقت تشير فيه مصادر المنظمة الأممية إلى أن الحرب الأهلية تركت حوالي مليونين ومائة ألف مهجر داخل البلاد، فضلا عن مليونين وخمسمائة ألف آخرين لجئوا إلى الدول المجاورة. وكان للضيف الفاتيكاني لقاء مع عدد من المهجرين والمسؤولين عن مختلف الجماعات التي يهتم برعايتها روحيا الكهنة الفرنسيسكان والكومبونيان، وعبّر للجميع عن قرب البابا فرنسيس منهم. والتقى غالاغر أيضا بمدرّسي وتلامذة مدرسة المخيّم التي تديرها راهبات تابعات لجمعية بنات الحبل بلا دنس في الهند.

وكان أيضا لقاء عقده أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدولي مع أرملة الزعيم التاريخي لجنوب السودان جون قرنق، وواحد من نواب الرئيس الخمسة المعيّنين في البلاد فضلا عن أعضاء السلك الدبلوماسي، قبل أن يترأس سيادته الاحتفال بالقداس في كاتدرائية القديسة تيريزيا الطفل يسوع في جوبا وشارك فيه الكهنة وكبار المسؤولين السياسيين تقدمهم رئيس البلاد سالفا كير. وتناول في عظته أهمية الدفاع عن الحياة والسلام والخير العام والتصدي للحقد والسلاح، وقال المسؤول الفاتيكاني إن هذا الأمر يصبح ممكناً من خلال ارتداد القلب والمغفرة والالتزام في الحوار. وقبل عودته إلى روما عقد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول اجتماعاً مع دايفد شيرر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان وعرض معه آخر المستجدات الراهنة على الساحة السياسية فضلا عن الأوضاع الأمنية وتمت الإشارة أيضا إلى التزام الجماعة الدولية، كما عقد لقاء مع الكهنة المحليين وتطرق معهم إلى التحديات التي تواجه الكرازة بالإنجيل في هذا البلد.

05 أبريل 2019, 10:54