بحث

رئيس الأساقفة أوزا رئيس الأساقفة أوزا 

مداخلة لرئيس الأساقفة أوزا بشأن الدبلوماسية المتعددة الأطراف

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الخميس أمام الجمعية العامة للمنظمة الأممية بشأن اليوم الدولي لتعددية الأطراف ودبلوماسية السلام.

استهل سيادته مداخلته مشيرا إلى أن نجاح الجهود الرامية إلى تعزيز أسس الدبلوماسية المتعددة الأطراف في عالم اليوم يعتمد بشكل رئيس على الإرادة الطيبة لمختلف الأطراف، واستعدادها للتعاون مع بعضها البعض في إطار من الاحترام والنزاهة والعدل، فضلا عن انفتاح الجميع على إيجاد الحلول المشتركة من أجل تخطي الخلافات. وأكد أنه عندما يُفقد أحد هذه العناصر تصبح النتيجة بحثاً عن حلول أحادية الجانب ما يؤول في نهاية المطاف إلى سيطرة القوي على الضعيف.

بعدها ذكّر رئيس الأساقفة أوزا بخطاب البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بحلول العام الجديد في شهر كانون الثاني يناير الماضي، ولفت إلى أن البابا تحدث عن هدف الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وعن ميزاتها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها في السياق الحالي. وأكد أن الهدف الأول يتمثل في تحقيق العدالة وتطبيق القانون، وقال إن البابا عبّر عن قلقه حيال بروز ميل إلى تحقيق المصالح الفردية بدون اللجوء إلى الأدوات التي يوفرها القانون الدولي من أجل حل الصراعات وضمان العدالة. وشدد الدبلوماسي الفاتيكاني في هذا السياق على ضرورة السعي إلى احترام القانون والعدالة على الصعيدين الوطني والدولي.

هذا ثم لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الهدف الثاني من الدبلوماسية المتعددة الأطراف، بحسب كلمات البابا، يقتضي الدفاع عن الأشخاص الأشد ضعفاً، وأكد أن الجماعة الدولية مدعوة للاستماع إلى صرخة الناس المنكوبين كما يتعيّن عليها أن تكون صوت من لا صوت لهم، وأشار في هذا السياق إلى ضحايا الصراعات المسلحة والحروب، خاصا بالذكر المسيحيين وأتباع باقي الأقليات الدينية والعرقية في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن الأشخاص المهجرين ومن أجبروا على ترك أرضهم وبلادهم بسبب الاضطهاد، والفقر والكوارث الطبيعية والمشاكل البيئية. هذا وشدد سيادته على أن السلام لا يمكن أن يكون خيراً جزئياً، لأنه عليه أن يعانق العائلة البشرية برمتها.

بعدها أكد رئيس الأساقفة أوزا أن الهدف الثالث يتمثل في العمل على تشييد جسور بين الشعوب وبناء السلام الذي هو ثمرة مشروع ثقافي وسياسي يستمد جذوره من مسؤولية الكائنات البشرية واعتماد الأشخاص على بعضهم البعض. ولفت إلى أن السلام يتطلب التزاما وجهدا مستمرين لأنه لا يتحقق دفعة واحدة لا بل إنه تحدّ قديم وجديد في الآن معا. يتطلب ارتداد القلب والنفس، إنه بعيد النظر، ولا يقتصر على البحث عن حلول قصيرة المدى، بل يقتضي كماً كبيراً من الصبر والحوار واحترام مواقف الآخرين، والبحث المشترك عن المنفعة المتبادلة.

أخيرا وليس آخرا، إن الهدف الرابع من الدبلوماسية المتعددة الأطراف، قال مراقب الكرسي الرسولي، يقتضي التركيز على مصيرنا المشترك، وعلى الوسائل الملائمة لبلوغ هذا المصير. وأشار إلى ضرورة ألا تكون العلاقات الدولية رهينة للقوة العسكرية والترهيب المتبادل وتخزين الأسلحة الذي يتطلب نفقات هائلة ولن يشكل أبداً الركيزة لتعايش سلمي بين أعضاء العائلة البشرية. ومن هذا المنطلق لا بد أن يكون مصيرنا المشترك مستلهماً من خلقية التضامن وإعادة النظر في المسؤولية حيال بيتنا المشترك. في ختام كلمته أكد رئيس الأساقفة أوزا أنه لا بد من النظر إلى الجماعة الدولية كعائلة من الأمم ملتزمة في البحث عن خير الجميع، ما يقتضي ممارسة التضامن من قبل الحكومات والمنظمات الدولية وجميع الرجال والنساء.

26 أبريل 2019, 12:01