بحث

بندكتس السادس عشر بندكتس السادس عشر 

بندكتس السادس عشر: يهود ومسيحيون. حوار مع الحاخام فولغر

صدر يوم أمس الثلاثاء في المكتبات الإيطالية مجلّد جديد بعنوان "بندكتس السادس عشر: يهود ومسيحيون. حوار مع الحاخام آري فولغر" من إعداد اللاهوتي والكاتب الإيطالي إيليو غويرييرو، وتزامن صدوره مع احتفال البابا الفخري راتزنغر بعيد ميلاده الثاني والتسعين.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاتب غويرييرو الذي أكد أن المجلّد الذي أعده يندرج في سياق روح الحوار الذي يحرص عليه البابا فرنسيس كما البابا الفخري بندكتس السادس عشر. وأضاف أن الكتاب يتضمن نصوصا لهذين البابوين، ما يعكس وجود علاقة من الصداقة والمحبة بين الرجلين، فضلا عن الاستمرارية في تعاليمهما. يسلط الكتاب الضوء على نقاش أجراه البابا راتزنغر مع حاخام فينا الشاب آري فولغر، خلال زيارة قام بها هذا الأخير إلى الفاتيكان على رأس وفد من الحاخامات، وتخللها لقاء مع بندكتس السادس عشر تم التطرق أثناءه إلى عدد من القضايا اللاهوتية الكبيرة. قال غويرييرو إن هذا اللقاء بين البابا الفخري والحاخام فولغر يظهر أن الحوار الحقيقي بين المعتقدات ينبغي أن يحترم الركائز اللاهوتية لكل ديانة، موضحا أن الطرفين كانا حريصين على ترسيخ بعض المبادئ الأساسية في الديانتين والتقليدين الكاثوليكي واليهودي. وأضاف غويرييرو أنه بعد انجاز هذه الخطوة من قبل الجانبين، تم الحوار الثنائي بشكل بسيط وهادئ، وقد أكد الحاخام النمساوي الشاب في ختام اللقاء أن هذا الحوار حقق خطوات هامة إلى الأمام بفضل الصدق المتبادل.

يتضمن الكتاب إعلانا بعنوان "بين أورشليم وروما" قامت بصياغته لجنة ترأسها الحاخام فولغر نفسه ونُشر في العام 2016. عن هذا الموضوع قال اللاهوتي الإيطالي إن هذا النص يُظهر أنه بدءا من أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، لاسيما الإعلان المجمعي "في عصرنا" الصادر عام 1965، تبدّلت المشاعر بين الكاثوليك واليهود. وقد أقر الحاخامات بأنهم كانوا مشككين في البدء بسبب الأحداث التاريخية ومناهضة السامية، حتى في البلدان ذات التقليد المسيحي. لكن مع مرور الزمن اختبر هؤلاء محاولات جدية من طرف الكنيسة الكاثوليكية للالتزام في حوار صادق. وذكّر غويرييرو بأن البابا فرنسيس تسلم هذا الإعلان من يد الحاخامات لثلاث سنوات خلت، وقال للمناسبة إن الكاثوليك واليهود تحولوا من أعداء وخصوم إلى أصدقاء وأخوة. وقد تبنى الحاخامات كلمات البابا هذه. وختم حديثه لموقعنا الإلكتروني متحدثا عن انطلاقة جديدة لمسيرة مشتركة بين الطرفين ولافتا إلى أن العلاقات الجيدة تمهد الطريق أمام الالتزام المشترك من أجل حماية الخليقة، وإرساء أسس السلام في العالم، والدفاع عن القيم الخلقية المشتركة.

17 أبريل 2019, 11:44